الثبات - اسلاميات
التربية بالحب
- التربيةُ بالحب أعلى مرتبةً، وأمضى أثراً، وأحسنُ نتيجةً من سائر أنواع التربية وألوانها. ومَنْ مارسَ مع أبنائه وتلامذته التربيةَ بالحب؛ حَصَدَ فيهم الرحمةَ واللطفَ والحبَ والعطفَ والإحسانَ إلى الآخرين، ومَنْ مارسَ معهم التربيةَ بالقهر والعنف، حصدَ فيهم الحقدَ والحسدَ، والبغضَ والغلَّ، والنقمةَ على الآخرين.
- ذكر الدكتور ميسرة طاهر المتخصص في الصحة النفسية والعلاج النفسي أنّ وسائلَ التربية هي:
الوسيلة الأولى: كلمة الحب: قلْ لابنك: إنّك تحبّه، وقلْ مثلَ ذلك لابنتك؛ إنّ المرءَ يُحِبُّ أنْ يُحِبَّ، ويُحِبّ أن يُحَبّ، ويحبّ الابنُ أنْ يسمعَ من والديه هذه الكلمة "إنهما يحبانه"، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ» [الترمذي]
الوسيلة الثانية والثالثة: نظرة الحب، وابتسامة الحب: انظر بين الفينة والأخرى إلى عيني ابنك مع ابتسامةً خفيفةً، وتمتم بصوتٍ غير مسموع بكلمة: (أحبك يا ولدي) ثلاث مرات، فإذا سألك ماذا تريد يا أبي؟ فقل: اشتقتُ لك. إنّ لهذه النظرة وهذه الابتسامة أثراً كبيراً في زرع الحب في قلب ولدك، وقد قالوا عن الابتسامة: إنها لغةٌ لا تحتاج إلى ترجمة.
الوسيلة الرابعة: لقمة الحب: اجلس مع أبنائك على مائدة الطعام، وقَدِّم لهم بين المرة والمرة لقمة طعامٍ تضعها في فم ابنك أو ابنتك أو زوجك، قال صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ» [أحمد]
الوسيلة الخامسة: لمسة الحب: نصحَ أحدُ المربين الآباء والأمهات أنْ لا يحدثوا أبنائَهم وهما على كراسي متقابلة، بل الأفضل أنْ تكونَ بجانب ابنك أو ابنتك، وأنْ تضعَ يدك على كتف ابنك، أو أنْ تضعَ بطنَ كفك على ظهر كفه، وبمجرد هذا اللمس ينتقل إحساس بالود والحب بين الأب وابنه، أو الأم وولدها. عن عبد الله ابْنَ مَسْعُودٍ قال: «عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ» [البخاري].
الوسيلة السادسة: دثار الحب: إذا نام الابنُ فتعال إليه وقبلّه وغَطِه (دَثِّره) بلحافه.
الوسيلة السابعة: ضمة الحب: عن جابر رضي الله عنه قال: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر قدم جعفر رضي الله عنه من الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته ثم قال: والله ما أدري بأيّهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر» [الحاكم].
الوسيلة الثامنة الأخيرة: قبلة الحب: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ» [البخاري].