الثبات ـ إسلاميات
طبيعةُ الدُّنيا قلقٌ واضطراب، وحُكم أبنائِها الذين لا يَتحالَفون مع خالِقها مُستمَدٌّ من طبيعتها، فهُم مُضطربون يملؤُ جوانحُهم القلق والعَنَت، فإذا ما تَحالفوا مع الخالقِ المطلق تَحالفَ المستسلم المؤمن الرَّاضي الطَّائع مع العزيز القدير الحق المعبود الفَعَّال المطلق الصَّمد القيوم كانَ حكمهم الطُّمأنينة والاستقرار والتَّفاؤل والأمان: (الذين آمنوا وتَطمئنُّ قلوبهم بذكرِ الله)، ولهذا نقولُ للمؤمنين: إن اضطربتم ففعِّلوا إيمانكم عبرَ الذِّكر المستحضِر والدُّعاء الموقِن، والصَّلاة الموصولة والتوسُّل المشروع واليقين الرَّاسخ، وليكُن هذا التَّفعيل مفتوحاً فلا يقفُ عندَ حُدود الممكن والمتاح، بل اجعلوهُ لما تظنُّونه مُستحيلاً أو غيرَ ممكن أو الصَّعب والشَّاق، فإنَّ الله جلَّ شأنُه فتحَ الأمرَ ولم يُقيِّده ولم يحدِّده: (وقالَ ربُّكم ادعوني أستجِب لكم)، و: (وإذا سألكَ عبادي عني فإني قريبٌ أجيبُ دعوةَ الدَّاعِ إذا دعان...).
فيا ربَّنا ويا مولانا: أجِبْ دُعاءَنا فيما نطلُبه ونظنُّه مُستحيلاً أو شِبه مستحيل، فعسَانا نزدادُ إيماناً بك كمَّاً وكيفاً، ومن هذا الدُّعاء: أعِدْ سوريةَ الغالية وحلب منها خاصَّة إلى أفضل مما كانت عليه قبلَ هذه الأزمة الضَّروس المفجِعة يا ربَّ العالمين.