الثبات ـ اقتصاد
نظمت جماعات حماية البيئة والمناخ الأسترالية أمس الجمعة، احتجاجا ضد شركة «سيمنز» الألمانية العملاقة للأعمال الهندسية لموافقتها على بناء نظام إشارات السكك الحديدية الخاصة بمنجم «أداني» المثير للجدل في وسط مقاطعة كوينزلاند.
وأعلنت شركة «أداني» الهندية الشهر الماضي أنه «بعد إجراء مناقصة تنافسية كبيرة، حصلت شركة سيمنز على عقد لتنفيذ أنظمة إشارات السكك الحديدية لشبكة كارمايكل للسكك الحديدية».
وأضافت «تم تصميم النظام الرقمي للحفاظ على تشغيل القطارات بأمان وكفاءة. وتساعد تقنية سيمنز الأساسية على تجنب الخروج عن القضبان مما يؤمن بيئة نظيفة على طول خط السكك الحديدية»، مضيفة أن المشروع سيخلق 50 وظيفة محلية في كوينزلاند.
وتخطط «أداني» لإنشاء منجم كارمايكل للفحم في حوض جاليلي في وسط كوينزلاند منذ عام 2010. ومن المتوقع أن ينتج المنجم 2.3 مليار طن من الفحم على مدار 60 عامًا.
وقال كريستيان سلاتري، أحد كبار قادة حملة «أستراليان كونسرفيشن فونديشن» للمحافظة على البيئة أمس الجمعة «سوف يسحب خط السكة الحديدية فحم أداني … ليتم شحنه عبر البحار ليمر من خلال منطقة الحيد المرجاني العظيم المسجلة ضمن التراث العالمي».
وأضاف «سيكون خط السكة الحديدية مهمًا أيضا لمناجم الفحم الأخرى المقترحة في حوض جاليلي، أحد أكبر احتياطيات الفحم الحرارية غير المستغلة على هذا الكوكب».
وقالت حملة «ستوب أداني» البيئية المعارضة للمشروع أنه بدون شركة «سيمنز» فإن الشركة الهندية التي لاتهتم سوى بأرباحها سوف تكافح من أجل بناء خط للسكك الحديدية إلى حوض جاليلي للفحم حيث لا توجد حاليا مناجم للفحم.
وقال سلاتري من خلال السماح ببناء «البُنية التحتية الرئيسية» للمشروع، «فإن سيمنز تساهم في مليارات الأطنان من التلوث المناخي سيطلقها منجم أداني إلى مناخنا». وأضاف «إن عيون العالم تركز على أستراليا لأن التغير المناخي غذى أسوأ موسم حرائق غابات شهدناه على الإطلاق، ومن العار أن تختار شركة سيمنز دعم منجم للفحم يجعل حرائق الغابات في المستقبل أكثر سوءا».
من جهة ثانية نظم آلاف المتظاهرين أمس مسيرات في ملبورن وسيدني ومدن استرالية رئيسية أخرى، مطالبين الحكومات بوقف الصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز).
على صعيد آخر نصحت السلطات الأسترالية أمس السكان في مناطق واسعة في شمال شرقي فيكتوريا بمغادرة منازلهم أو المخاطرة بأن تحاصرهم حرائق الغابات في الوقت الذي تستعد فيه أستراليا ليوم آخر من الاحوال الجوية القاسية.
ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة في البلاد إلى 40 درجة مئوية وأكثر، إلى جانب تعرضها لرياح قوية تصل سرعتها إلى 90 كيلومترًا في الساعة، في العديد من المناطق الريفية حيث تسببت الحرائق في الكثير من الدمار منذ عيد الميلاد في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أمس أنه سيكون «يومًا صعبًا في الولايات الشرقية». وأضاف « لا يزال أمامنا وقت طويل على نهاية هذه الأزمة وهذه الكارثة». وتابع القول أنه لا تزال هناك سفينتان قبالة سواحل نيو ساوث ويلز، الولاية الأكثر تضررا، مستعدتان لإخلاء البلدات إذا لزم الأمر.
وأضاف أن الجيش والبحرية والقوات الجوية على أهبة الاستعداد للمساعدة في مكافحة الحرائق.
وفي سياق متصل نظم نشطاء معنيون بالمناخ احتجاجا خارج مقار شركة «سيمنز» في أنحاء شتى من ألمانيا أمس مطالبين بأن تنهي مشاركتها في منجم الفحم الأسترالي.
وانتشرت المظاهرات التي تعمل على تنظيمها مجموعة «أيام الجمعة من أجل المستقبل» في عدة مدن ألمانية من بينها ميونيخ، حيث يقع المقر الرئيسي للشركة. وذكر المحتجون أنهم سلموا مذكرة وقعها 57 ألف شخص خلال المظاهرة التي تم تنظيمها في ميونيخ.