الثبات ـ إسلاميات
هكذا تقول حكمةٌ مُستلَّةٌ من علمِ النَّفسِ النَّفيس، وبناءً على هذه القضية نقول لمن معنا ولنا: قُلْ لي مَن الذي في داخلك أقُلْ لكَ مَنْ أنت، شريطةَ الدِّقة والأمانة والوفاء.
نعم أنتَ تسعى إلى تقليدِ مَنْ في داخلك فعلاً بوعيٍ أو بغير وعي، وبمعنىً آخر بإرادةٍ أو بغير إرادة.
فإنْ تكلمتُ لم أنطقْ بغيركمُ ..... وإنْ سَكَتتُّ فشُغْلي عنكمُ بِكمُ
وبناءً على ذلك نتوجَّه إلى المُربِّينَ: أكثروا من ذكرِ العُظماء والكبار أمامَ طُلابكم وأبنائكم وتلاميذكم ومجنَّديكم، فلعلَّ هذا الإكثار يطرُقُ المسامع بقوةٍ وبعدَها يخترقُ ليصِلَ إلى القلوب العطشى والتائقة إلى شخصيةٍ تجدُ فيها مدىً لطموحها الإيجابي في فعلِ الخير وقولِه والتقلُّبِ في رحابه وسائر مساحاته، وأيضاً لعلَّ أهمَّ شخصيَّةٍ نُقدِّمها - اليوم - يوم تزاحم الأمثلة أمامَ العُيون في مختلفِ وسائل الإعلام والتَّواصل الاجتماعي: شخصيَّة متكاملة لها قَدَمٌ راسخة في مختلف الجوانب الإنسانية ( الإيجابية ) وها أنذا أقدِّم من - جهتي - شخصيَّةَ الرَّسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الشخصيَّة التي اتَّسمت بالواقعية والرَّحمويَّة والأَرْيَحية، وللقارئِ أن يبحثَ ويتبيَّنَ ويدرُسَ ويطالع ويفتِّش ويُسائل الغربَ والشَّرق والقديم والحديث والقاصي والدَّاني، وحسبُه في ذلك أنه وقبل البعثة ما جُرَّبَ عليه قومُه وعشيرته وجماعته وأهله كذباً قطُّ، وكانوا يدعونه "الصَّادق الأمين"، ولم يجدوا سواه حتى بعد البعثة واستحكام عداوة الجاحدين، فقد كانَ هؤلاء يأتمنونه على أموالهم وأعراضهم ويتداولون فيما بينهم عنه: "إنَّه لصادق" ولكنه الحسد والشَّنآن ملأَ قلوبهم.
اللهمَّ صلِّ على مُحمَّدٍ صلاةً تُرضيك وتُرضيه وفرِّج بها عنَّا ما نحن فيه :
يا مَنْ يُثيرُ حَماستي بجماله ...... عُذراً فقد شاهدتَ ضعفَ لساني
الله يعلمُ كَمْ حَرَّكتَ في خَلَدي ...... من ذكرياتٍ وكَمْ هَيَّجتَ أشجاني
لبَّيكَ مِلءَ فَمي، لبَّيكَ مِلْءَ دَمي ...... لبَّيكَ لبَّيكَ مِنْ قلبي ووجداني