الثبات ـ إسلاميات
كثيرون أولئك المتضجرون واللمَّازون والهمَّازون والسَّاخطون، وكلما سألتهم أجابوك: فسد الناس وضاعت القيم وباء المجتمع بل المجتمعات بالبوار، ولم يعد هناك مجال لإصلاح ولا لتحسين ولا حتى ترميم.
فيا هؤلاء:
أولاً: ما هكذا تورد يا سعد الإبل، وما هكذا أُمرنا أن نفعل، "ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم" كما ورد عن سيد الناس محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ثانياً: هل معرفتكم بالناس وبالمجتمع وبمن حولكم كافية ومؤهلة لكم لإطلاق الحكم الذي تطلقون ؟! أم إنكم تذمُّون السِّوى لتعلنوا بلغة مُبطَّنة أنكم أنتم الصالحون فحسب، وهذا ما لا يصدر إلا عن أناني لا يمتلك مقومات الأنانية فضلاً عن عن الغيرية، فهو ضعيف الملكات الفكرية وواهٍ من حيث التصور وحتى الخيال.
ثالثاً: ما الذي تبغون الوصول إليه وأنتم ترفعون هذه الراية الزائفة المزعجة الساخطة ؟! فهل تغطون بذلك على نِعم وأفضال فلا يشكر الناس ربهم عليها ؟! وحينها فأنتم راضون ؟! أم هل تريدون الكآبة والاكتئاب واليأس والقنوط سمات لمجتمعكم ؟! ومن المعلوم بداهة أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، اعدلوا يا هؤلاء وقولوا ورددوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلب من قالها بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.