الثبات ـ قناديل الجمعة
لا يعلم حقيقة ما عليه الوالد من رحمةٍ وحنانٍ وشفقةٍ ووِدادٍ تجاه ولده إلا الله جلَّت قدرته، فما عليك أيها الولد – إذاً – إلا المسارعة في بِرِّ الوالدِ إحساناً وإرضاءً وولاءً، وحينها لن تجدَ أجملَ ولا أروعَ مِن صورة تضمُّ اثنين يتبادلان العطاء بصدق ووفاء لتلك التي فيها أبٌ حانٍ وولدٌ بارٌّ، وإن تعدَّدت هذه الصور في المجتمع وتكاثرت فأعظم به من مجتمع متماسك مترابط متعاون متضامن متفاهم متراحم.
ولا تظنَّن أيها الولد أني أخاطبك بمعزلٍ عن والدك ولكنني أخصُّك اليوم لما رأيت من تقصير من جهة الأولاد فاق تقصير الوالدين والآباء، وأعتقد أني سأنال منك الموافقة. وهيا وارتقب يوم يأتيك الولد يا ولد وتغدو والداً وستدرك حتماً حجم تقصيرك بالأمس، فتدارك الآن وقبل فوات الأوان، وآنئذ لاتَ ساعة مندم.
أناشدكم الله أيها الأولاد أن ترفقوا بوالديكم وتقسطوا إليهم وتبرُّوهم وتسعدوهم، وأما فيما يخصُّني فما أتكلَّم على أساس كوني والداً بل على أني ولد، والله على ما أقول شهيد.
والحمد لله رب العالمين.