الثبات - اسلاميات
اسم الله "الباطن"
معنى الباطِنِ: الذي لا يَسْتَولي عليهِ تَوَهُّمِ الكَيْفِيّةِ، لا كَيْفَ لَهُ سُبْحَانَه، فهُوَ خَالِقُ الكَيْفِيَّاتِ والصُّوَرِ.
قالَ تَعَالى: {هُوَ الأَوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والباطِنُ}.
ومن معناه: أنَّه أيضاً موجود في داخل الإنسان، هذا الإنسان خُلِقَ للجنة، وليس للنار، خلق وفيه من داخله نور، خلق وفطرته سليمة، خلق في أحسن تقويم؛ لأن الله سبحانه وتعالى موجود في قلبه، وفي إيمانه، وفي روحه، وفي عقله، فهو الظاهر، وهو الباطن، وهو على كل شيء قدير.
و(الظاهر والباطن) من الأسماء التي تذكر سويًّاً: يا ظاهر يا باطن؛ لأنها معاً تعطي الحقيقة الكبرى، للوجود الحق، الوجود.
الباطن: هو المحتجب عن أبصار الخلق الذي لا يستولي عليه توهُّم الكيفية.
وقد يكون معنى الظهور والبطون: احتجابه عن أبصار الناظرين، وتجلِّيه لبصائر المتفكِّرين.
ويكون معناه: العالم بما ظهر من الأمور، والمطَّلع على ما بطن من الغيوب.
فهو الباطن في حقيقة ذاته، فلا تصل إليها العقول، وهو من احتجب عن إدراك الحواس مع شدة ظهوره، وكمال نوره، وهو من ليس له شبيه ولا ضد.
وهو الباطن على كل شيء رحمة وعلماً، وهو الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وما لنا من دون الله من ولي ولا نصير.
والباطن يدل على اطلاعه على السرائر والضمائر، والخبايا والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدل على كمال قربه ودنوه، ولا يتنافى الظاهر والباطن، لأنَّ الله ليس كمثله شيء في كل النعوت. قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وجود الله هو الأمر المغروس في الفطر السليمة، وفي القلوب النقية، الوجود الذي نحتاجه في كل لحظة.
وإِذَا كَان اللهُ تعَالَى لَا يُرَى في الدُّنْيَا ابتلاءً، فإنَّه يرى سبحانه وتعالى في الآخرة إكراماً وجَزَاءً، إكْرَاماً لِأَهْلِ طَاعَتِهِ، وزِيَادَةً في النَّعِيمِ لِأَهْلِ مَحَبَّتِهِ، كَمَا قَالَ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.