الثبات-إسلاميات
مجتمعنا الآن تسوده ظاهرة الأموال، فلا يخاطبك إلى وكلمة نقودي تجدها تتأرجح على لسانه، لتنعدم الأخلاق والإنسانية من قلوب العباد، وتسود ظاهرة فساد الجيوب، كذب وتزوير وتلفيق مقابل القليل من المال، بالإضافة إلى انعدام الإنسانية لترى العامل في عمله يركض هنا وهناك من أجل إرضاء رب عمله، في حين أن الثاني يستخدم عبارات مسيئة وبذيئة في حق العامل لديه، وهذا منهي عنه في ديننا الحنيف، لا رق ولا عبودية، وإياك ثم إياك التطاول على الآخرين بغير حق بمالك أو قوتك، فالذي أعطاك إياها قادر على استردادها، وهذا ما نبه إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} القلم-الآية 14: وهذا الذي أشار إليه ربنا تبارك وتعالى في قوله: { أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ} سورة العلق-الآية 7: فنلاحظ الارتباط في المعاني العظيمة والدلالات الواحدة بآيات متعددة، وهذا من الإعجاز البياني لهذا القرآن الكريم.
إن اللَّه سبحانه وتعالى يصف لنا في هذه الآيات بعض صناديد قريش ومن يتخلقون بأخلاقهم في هذه الأيام، ويصف أيضاً من يرى نفسه ويتكبر ويكن غليظا وقاسياً وفظا، وكل هذا يأتي من الترف والزهد في المال، والغرور الذي حصل جراء هذا الغنى، وليس لك من هذا المال إلا كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ، وَإِنَّ فِي الْمَالِ شُرَكَاءَ ثَلَاثَةً: أَنْتَ وَوَارِثُكَ وَالثَّرَى، فَلَا تَكُونَنَّ شَرَّ الثَّلَاثَةِ].
لا تغتر في المال، ولا يغرنك، قال اللَّه سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} سورة فاطر-الآية 5