الثبات - إسلاميات
حكم تربية الأبناء في الإسلام
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
أخرج الترمذي بإسناد مرسل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ".
فالمراد بالأبناء الذكور والإناث مالم يكن الامر خاصاً بأحدهما، وإذا قلت الآباء فالمراد الآباء والأمهات مالم يكن الامر خاصا بأحدهما.
ملاحظات مهمة في تربية الأبناء :
أولها: تربية الأبناء فرضٌ على الوالدين.
الأحكام التكليفية عند جمهور العلماء خمسة: فرض، وسنة، ومباح، ومكروه، وحرام.
والفرض: ما يثاب فاعله، ويعاقب تاركه، فصلاة الجمعة فرضٌ، وصلاة العصر فرضٌ، وصوم رمضان فرضٌ، وترِبية الأبناء فرضٌ.
والدليل: قول الله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}، قوا: فعل أمر اتصل بواو الجماعة، من: [وقى، يقي، قِ]، وكل أمرٍ في القرآن يقتضي الوجوب، مالم يصرفه صارف.
قال مقاتل والضحاك – وهما من علماء التفسير-: "حقٌ على المسلم أن يعلّم أهله ما فرض الله عليهم، وما نهاهم الله عنه"، فكما وجب على الأب النفقةُ، وجب على الأب والأم بذلُ الجهد في تربية الأبناء.
ثانيها: تربية الأبناء علم يحتاج إلى دراسة وسؤال أهل الاختصاص.
تؤسس الحكومات كليات ومعاهد ومدارس للتربية، تخرج الاختصاصيين المؤهلين، وتحوي المكتبة العربية والعالمية آلاف الكتب والعناوين المعنية بالتربية.
وعلى سبيل المثال: تضم كليات التربية في الجامعات ستةَ تخصصات على مستوى الإجازة، وثلاثة عشر اختصاصاً على مستوى الدراسات العليا، ويدرس الطالب لنيل الإجازة أربع سنوات أو خمس حسب تخصصه، ويدرس سنتين لنيل الماجستير، ثم يدرس سنوات لنيل الدكتوراه في التربية.
ثالثها: تربية الأبناء طريق تحتاج إلى صبرٍ وأنات.
فغارس فسيلة التين ينتظر أربع سنوات حتى يأكل منها، وغارس فسيلة الزيتون ربما انتظر سنواتٍ عشر حتى يجني شيئاً من ثمارها، فيبذر ويسقي ويرفع الأعشاب الضارة من حولها، ويقلب التربة لتهويتها، ويُقَوِّم المائل منها، ويصبر لها وعليها حتى يجني منها ما يحب.
إن تربية النبات تحتاج إلى صبر، فما بالكم بتربية الإنسان؟!
رابعها: تربية الأبناء مهمة تحتاج إلى معونة الله.
ففي القرآن الكريم دعاءٌ كثيرٌ للأبناء: منها دعاء سيدنا إبراهيم لأولاده {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}.