الثبات - إسلاميات
في ظل تضائل فرص العمل في مجتمعاتنا، وقلة العمل وندرته، زادت فرص الناس للحديث عن بعضها أكثر فأكثر، لتسجل أعلى مستوياتها في زماننا هذا للأسف الشديد، علماً أن هذا الأمر لا ينفع الإنسان بشيء، ولا يزيد من مدخوله اليومي، ولا يقيه الجوع، بل على العكس تماماً يزيد من نسبة الحقد والحسد، ويزيد نسبة اللؤم فيما بين أفراد المجتمع الواحد، بل ليصل إلى الأسرة الواحدة في بعض الأحيان، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} سورة القلم-الآية 11: وهو الذي ينال من الآخرين بحركات ظاهرية بجسده، وهؤلاء توعدهم الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} سورة الهمزة-الآية الأولى: والنميمة: هي ذكر أخاك بما يكره، ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته، وأيضاً ما روي عن عائشة أنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، قال غير مسدد: تعني قصيرة، فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته، قالت: وحكيت له إنساناً، فقال: ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا.
على الرغم من معرفتنا بحرمة الغيبة إلى أن مجتمعاتنا اليوم هي مجتمعات غيبة ونميمة, وهذه الصفات ذمها الله سبحانه وتعالى؛ لأنّها صفات هدامة, وينبغي أن نطهر مجتمعاتنا منها ونرتقي بهم إلى الأخلاق العظيمة.