الثبات - إسلاميات
أمر متداول بين الناس، لم يعد له ذاك الاهتمام، ولم تعد النفوس تقشعر لذكره كما كان سابقاً، فمن أراد بيع سلعة يستخدمه وبأنواع كثيرة، ومن أراد أن يجعل من نفسه أسطورة يعمد إليه، ألا وهو الحلفان بالله سبحانه وتعالى وغيره من باقي مخلوقاته، والكل يحلف سواء بالله سبحانه وتعالى أو بصحته أو بأولاده أو بأبويه... الحلفان كان له وقع في النفوس وهذا سابقاً، أما الآن فبات دارجاً وكثيراً وشائعاً بين الناس، ليحلف على أبسط الأمور، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ} سورة القلم-الآية 10، ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة-الآية 224، وهو الحلفان الكثير بالله سبحانه وتعالى بسبب وبدون سبب، فهذا اسم مقدس وعظيم فلا تجعله على لسانك لتمرر فيه نفاقك وكذبك ومراءك، وإن أردت أن تحلف بالله فاحلف على صدق، وإن كنت صادقاً فلا تحلف إلا إن دعيت، فالمؤمن وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله [المؤمن كيس فطن]، لا يذكر الله بمعنى الاستدلال على ما يريد أن يصل إليه إلا في الأماكن الصحيحة.
هذا الحالف هو ممتهن, فكأنه أخذها مهنة له؛ ليمرر ما يريده من الكذب.