الثبات ـ إسلاميات
لا نبالغ إذا قلنا إن الحب هو الحياة، وبحسب نوع الحب يكون نوع الحياة، فإن هو سما سمت الحياة، وإن هو تدنَّى تدنَّت الحياة، والمهم أن الحب هو الحياة، و لا نعتقد أن واسع خيال يستطيع تخيّل وتصوّر حياةٍ انسلَّ منها حب، فهي – إذاً – لا حياة قطعاً بل هي خيال حياة أو وهم حياة، وقل لنا مَنْ تحب نقل لكَ طبيعة حياتك ونوعها. ورحمَ الله القائل: أنت القتيلُ بأيِّ من أحبَبته فاختر لنفسك في الهوى مَنْ تصطفي، أنت تحبُّ العظيم والعظمة، فحياتك عظيمة..
ونتابع لنذكر ما نستطيع ذكره من مثل هذا الذي ذكرنا: فمن أحبَّ الله كانت حياته ربانية ومن أحب الخير كانت حياته خيِّرة ومن أحب الكرامة كانت حياته كريمة ومَنْ ومَنْ... والعكس بالعكس بالنسبة لما يقابل الذي بيَّنا ومَنْ بيَّنا.
باختصار الحب حرفان يختصران: الحياة والبدل، إذ حاؤه حاء الحياة، وباؤه باء البدل: "ولو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه". حياةٌ بدَلها وعوضها محبوبٌ وراضٍ حبٌّ حقيقي بامتياز. لو أنَّ روحي في يدي ووهبتها لمبشِّري بقدومكم لم أُنصفِ.