الثبات ـ إسلاميات
نظر أحدهم إلى السماء في ليلة صيفية صافية مقمرة منجّمة فأُعجب وسُرَّ، ثم نادى صديقه ليرى ما قد رأى فعسَى الثاني يعجب ويسر، وفعل الثاني ما قد فعل الأول، وهكذا إلى أن أصبح الناظرون إلى السماء تلك الليلة حشداً غفيراً، وإذا رأيت ثَمَّ رأيت: منظراً بديعا: عيوناً ناظرة مصوَّبة نحو اللوحة (الربانية) العظيمة وكل هاتيك العيون متآلفة متضامنة متصافية... وهنا قال أحدهم: لقد وسعت السماء أعيننا وعيوننا وأخذت كل عين منا من السماء حظها، ولم تزاحم العيون بعضها بعضاً فما أجمله من موقف ومنظر، وما أروع أن تنقل هذه الصورة لتحكم عملنا وسعينا على الأرض وفي هذه الدنيا، فالدنيا تتسع لكلنا ولمساراتنا المتباينة والمتشابهة، ولا حاجة لتنافس غير شريف ولا لتحاسد أو تباغض أو نقمة أو تدابير سوء، فامشوا يا أيها الناس في مناكبها وكلوا من رزقه ولكل رزقه المكتوب المحتوم، ففي السماء رزقكم وما توعدون، وروح القدس نَفَثَ في روع أعظم الخلق وأشرفهم: أنه ما من نفس تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله يا ناس ودعوا الحسد وقولوا: ربنا طهر قلوبنا من كل ما لا يليق بها.