الثبات والصبر على الحق

الخميس 27 حزيران , 2019 09:12 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

الثبات والصبر على الحق

 

تمر أمتنا الإسلامية في وقتنا الحاضر بامتحانات عصيبة يتميز فيها الخبيث من الطيب، بين البائع لدينه وقضيته والصادق الثابت على دينه وقضيته، ولربما التفتَ بعض الصادقين لما يجري فوقع في نفسه شيء من الخوف والرهبة مما يعدون لبلادنا وديننا وخاصة أنَّ الخيانة ممن لبسوا ثوب العروبة والإسلام زوراً وبهتاناً، لذلك على الصادقين التواصي بالصبر والثبات على الحق وتذكر أنَّ هذه الدنيا صراع بين الحق والباطل وامتحان لناس ليميز الله الخبيث من الطيب والعاقبة في الدنيا والأخرة لأهل الحق المتقين.

إنَّ أهل الحق في كل زمان ومكان هم أعظم الناس صبراً على أقوالهم ومعتقداتهم، وإن أصابهم في سبيل ذلك ما أصابهم، وهذا هو الثبات على الحق، ولقد كان الثبات على الحق سيما أهل الحق منذ بزوغ فجر الدعوة الإسلامية المباركة حين جهر النبي بدعوته فاستجاب له نفر قليل، فابتلوا وعذبوا وساومهم الأعداء ليرتدوا عند دينهم فما زادهم ذلك إلا ثباتاً واستمساكاً بالحق الذي هداهم الله إليه.

وهذا الذي ذكرنا من ثباتهم على الحق وشدة تمسكهم به شهد به الأعداء قبل الأصدقاء، ألم تر إلى أبي سفيان رضي الله عنه حين سأله هرقل ملك الروم عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هل يرتد أحد منهم عن دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه؟! فقال وكان وقتها مشركاً: لا، قال هرقل: وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.

والصبر واليقين هما عمادا الإمامة في الدين، قال الله سبحانه وتعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون}، أي خلق الله وبعث من الناس، من أضعف خلقه، قادة في الخير يؤتم بهم ويهتدى بهديهم كما حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة {وجعلنا منهم أئمة} قال:” رؤساء في الخير”، يهدون أتباعهم وأهل القبول منهم بإذننا لهم بذلك وتقويتنا إياهم عليه لصبرهم عن الدنيا وشهواتها واجتهادهم في طاعتنا والعمل بأمرنا".

والله سبحانه وتعالى خاطب نبيه وحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم بقوله: {فاصبر إن وعد الله حق}

وانظر إلى الأمر الرباني الذي يوصي أهل الإيمان بأن لا يحيدوا عن نهجه قيد شعرة، وأن لا يغيروا ولا يبدلوا، قال تعالى في سورة آل عمران: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}

إنَّه الصبر والمصابرة والمرابطة والاستمرار والثبات الموصول بيقين راسخ في الله عز وجل، ويأتي هذا الفلاح في صورة طمأنينة في القلوب، وسكينة في النفوس،

إنَّها المعادلة الإيمانية: (الصبر واليقين طريق إلى النصر والتمكين) في الآيات القرآنية والسنة الربانية التي لا تتخلف ولا تتغير أبداً، قال تعالى في سورة يوسف: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

سيدنا يوسف عليه السلام فيها وهو ينتقل من غيابة الجب وظلمته إلى رحابة الأرض وسعتها، ثم إذا به ينتقل من ذل الأسر إلى عزّ القصر، ثم بعد ذلك من ظلمة السجن إلى سدة الحكم. ثبات وصبر وارتباط بالله، بإذنه عزوجل يفرج كل كرب، وينفس كل هم، ويزيل كل ضائقة .

 

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت وكنت أظنها لا تفرج


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل