رمضان غادرنا .. و شوال يحل بيننا

السبت 08 حزيران , 2019 12:07 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

هنيئاً لمن لبى وصام وقام، هنيئاً لمن قدّم وأدرك بركة شهر الخير، قبل أن يغادر مودعاً محبيه، دموع حزن على الفراق، ورجاء مكللاً بالدعاء على إدراكه أعواماً وأعوام. الصالحون لهم سر عشق مع هذا الشهر المبارك، فضيف خفيف غير ثقيل يستحق كل التقدير والاحترام، احترام مرفق بالطاعات والعبادات، ملتزمين بكل نواهيه من حفظ للسان، وحاجبين أعينهم عن النظر إلى المحرمات، لا تكاد تعدّ له الاستقبال والذي يليق بضيف كريم مثله حتى يودع مغادراً، تاركاً وراءه شهر فيه ستة أيام عظام، من أداهن وصامهن وأحسن فيهن نال الأجر العظيم الكثير، وبدونهن يبقى شهر رمضان لوحده، يثيبك الله أجره، أمّا إن أتبع بست من شوال تنال أجر صيام الدهر بأكمله، بدليل ما رواه الإمام مسلم من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [من صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر]، لهن من الفضل الكثير والكثير، أكمل طاعتك وبادر لصيامهن.

علماً أن هذا الأمر من المستحبات وليس فرضاً أو واجباً، بيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مواضباً على صيامهن، وهن بمثابة جبر الخلل الذي قد يحصل في شهر البركات، من لغط أو خطئ في النظر إلى المحرمات أو ما سواها مما حذر منه الشارع تضر بالصيام، وصيامهن كالنافلة التي تجبر نقص الفريضة فكذلك صوم النافلة، بدليل ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: [إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ].

بادر وصمها قبل أن تغادر


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل