الثبات - إسلاميات
موازين القوة تختلف من إنسان إلى آخر، هناك أناس لديهم من النفوذ والسيطرة مالديهم، يعصون الله سبحانه وتعالى ويظلمون بقوتهم وجبروتهم الآخرين، وهناك الطائعين المخلصين الذي لا يملكون سوى الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، الكل يعيش على هذه البسيطة، وسيأتي يوم وكل يأخذ حقه كما هو، عند رب كريم، عفور رحيم، يعطي ويثيب على الطاعة، ويحاسب على المعصية، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبدالناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} سورة القلم-الآية 5: سترى يا رسول الله ما قدمت من الصفات الجميلة العظيمة، وأنّك لست بمجنون، وأنك على خلق عظيم، وسيرون كما قال الله سبحانه وتعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} سورة القمر-الآية45، هنا التهديد والوعيد، وقد حصل في غزوة بدر الكبرى.
الله سبحانه وتعالى يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنت صاحب خلق عظيم، وستبصر وترى كيف هؤلاء الناس لم يكونوا على مستوى هذا الخلق العظيم، وسيرون بأنك تقدمت عليهم وتفضلت عليهم فأساؤوا وبادلوا ذلك الإحسان بالإساءة.
هناك فرق في التعاطي بين أن تكون بحالة المفاصلة وبين أن تكون بحالة الدعوة, أما بحالة المفاصلة لابد أن يكون في ذلك عدل، وهذا العدل ليس من باب الضعف ولا من باب الاستكبار، وإنما من باب العدالة فقط، وأما بمرحلة الرسالية فأنت ينبغي لك أن تكون ذا خلق عظيم, تقدم للناس أنبل المبادئ وأسمى الأخلاق، عسى أن يتأثروا بها ويكونوا فيما بعد من المهتدين.