الثبات - إسلاميات
أفعال الإنسان تذكر بعد موته، وهي الطريق لنشر الحب والسلام بين الناس، الأفعال المبنية على الخلق السليم والنهج الصحيح تزرع الوآم في المجتمعات، وخير مثال على ذلك سيد الأمة صلى الله عليه وآله وسلم، الذي نشر الدين في شتى أصقاع العالم دون حرب، بالكلمة الطيبة، أناس أحبوه دون أن يروه، وهذا نتاج ما قد وصفه الله تعالى به في قوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم-الآية 4، وهذا ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: [إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق]، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسيره لقوله تعالى:
{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القلم-الآية 4، هنا قدّم الله سبحانه وتعالى التوكيد (إنك) وأتى بكاف الخطاب ليقول: إنك أنت وليس أحد سواك، وهذه مخصوصة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، الأخلاق هي فعلك الذي تقوم به، وهي تستقى من ذاك الفعل، وليس أنت من تستقي أفعالك من الأخلاق، أنت صانع الأخلاق، وهذه هي البلاغة العظيمة والفصاحة في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنت من تصفح عن المسيئين والمخطئين، عندما دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة فاتحاً، وبعدما أخرجه قومه منها وأصبحوا بين يديه قال لهم: [يا معشر قريش ماذا تظنون أني فاعل بكم؟، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء]، وكذلك قوله تعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة البقرة-الآية 109