الثبات - إسلاميات
عاش حياته في طلب العلم، وأفناه في إبلاغه، يبحث هنا وهناك، ليوصل رسالة الأنبياء، مخلص في أدائه، مجيباً لدعوة طالب علم، داعماً له بكل ما يملك، يستيقظ باكراً كي يؤمن لهم ما يريدون، ويسهر على خدمتهم حتى يخلدون إلى نومهم مسرورين، هكذا كان سماحة المربي الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه، وهذا ما أشار إليه في تفسيره لقوله تعالى:
{ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} سورة القلم – الآية الأولى، في السورة السابقة جاء الأمر بــ (اقرأ)، وفي هذه السورة الأمر بـ (القلم)، فالسور التي نزلت في مطلع الدعوة تركز على العلم وعلى الكتابة، مع أن الكثير من العرب كان لا يعلم القراءة ولا الكتابة، إنما عرفوا العربية بالسليقة. فهنا يؤكد على أهمية القلم، والنهي عن العيش في الأمية والجهل، فإن أردت أن تعرف اللَّه فعليك أن تتعلم، وإن أردت أن تعرف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فعليك أن تتعلم، وإن أردت أن تعرف القرآن الكريم فعليك أن تتعلم، وهذا العلم لا يكون لجمع الأموال والضحك على الناس، هذا العلم ليكن لمنفعة الناس، فالعلم رسالة وليس جباية.
والقرآن هنا يحثنا على الكتابة لأنه المصدر الوحيد لإثبات العلم وعدم ضياعه، والعلم نوعان: علم في الصدر، وعلم في السطر، فالنبي صلى اللَّه عليه وسلم يتحدث والرجال يتلقفون هذا الحديث ويحفظوه في صدورهم ثم بعد ذلك نقلوه إلى السطور حتى لا يفتري أحدهم على هدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، يقول صلى الله عليه وسلم : [العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة].