الثبات - إسلاميات
العباد ما بين طائع وعاصي، الطائع يؤمن إيماناً يقينياً بأن الله سبحانه وتعالى سيعطيه أجره ويثيبه على أعماله، أمّا العاصي فيظن أن الله سبحانه وتعالى لا يراه، ولن يحاسبه على معصيته، وهذا ما أشار إليه وحذر منه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ} سورة العلق-الآية 14: العين في بعض الأحيان تخطأ، أما العلم هنا من العلم اليقيني والذي هو حكم الذهن الموجب المطابق للواقع الذي لا شك فيه، ومن هذا فاليعلم الإنسان بأن اللَّه سبحانه وتعالى يراه وسوف يحاسبه، فإن كان محسناً بالإحسان، وإن كان مسيئاً بالعقاب، فهذا هو الإيمان، أن تؤمن بأن اللَّه في كل مكان يسمعك ويراك ويعلم حالك، فإذا كنت معه كان معك؛ لقوله - سبحانه وتعالى - في حديث قدسي، رواه الإمام البخاري: [من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه]، فعلينا أن نكون مع اللَّه, وأن نؤمن باللَّه وكأننا نراه, فإن لم نكن نراه فإنه يرانا، وهذا هو الإيمان الحقيقي، مقام الإحسان، لقوله النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك].