الثبات ـ إسلاميات
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وعلمه، وميزه عن باقي المخلوقات، حيث أعطاه العقل، ليفكر ويتعقل، ويتعلم ويعطي، وهذا ما أشار إليه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى: {عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} سورة العلق – الآية 5، وطرح العلامة الراحل سؤالاً هاماً وهو .. من الذي علم الإنسان؟
هذا الإنسان ولد ضعيفاً لا يعلم شيئاًً، وإذ بالحق تبارك وتعالى يعلمه كيف يحصل طعامه وشرابه، وهكذا تطور هذا الإنسان وتطور عقله وتطورت مداركه؛ حتى استطاع فيما بعد أن يكون عنصراً فاعلاً في هذه الدنيا وفي هذا الوجود.
للإنسان دور كبير في عمارة هذا الكون على أساس علمي، وهذا ما خلص اليه المربي الفاضل الشيخ جبري رحمه الله.
وتابع رضوان الله عليه تفسيره للآية السابقة، بقوله: "كرر اللَّه سبحانه وتعالى أيضاً في الآية السابقة كلمة (الإنسان)، وقلنا سابقاً بأن لفظة الإنسان تدل على الأنس، وهنا علم الإنسان، خلق الإنسان وعلم الإنسان، ولم يترك الإنسان تائهاً في هذا الكون بدون تعلم أو تعليم أو هداية أو بيان أو وضوح كي لا يضل الطريق ويضيع فيه، حاشا لله".
حض ربنا تبارك وتعالى الناس لعبادته وتعظيم كتابه عندما قال لنا: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} سورة البقرة – الآية 2، هذه الهداية التي أتت مع خلق الإنسان ومع بيان لهذا الإنسان، كيف تكون الدنيا وكيف تهتدي في هذه الدنيا لتعيش سعيداً أيها المخلوق؟.