الثبات – إسلاميات
رغم كل الظروف الصعبة التي كانت تعيشها البلاد العربية آنذاك عامة، ولبنان خاصة، إلا أن سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه لم يتوانَ عن طلب العلم، وذلك استجابة لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: [مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ، وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ، وَ إِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، وَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَ لَا دِرْهَماً وَ لَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر]، وكان رضوان الله عليه يحث الطلاب على إكمال مسيرة العلم، لهذا كان شديد الحزن على وضع الطلاب السوريين الذين تركوا دراستهم بعدما ضرب الإرهاب مناطقهم وأجبرهم على الخروج من أراضيهم، فعمل جاهداً على تأسيس ثانوية شرعية بالتعاون ما بين وزارة الأوقاف السورية ووزارة التربية السورية، فكان له ذلك.
انطلق العلامة الراحل رضوان الله عليه، من الإعلام ليوصل صوته بضرورة طلب العلم قائلاً: نحن نجد أن القرآن الكريم في مطلعه وفي بدايته يتوجه نحو العلم؛ لأن العلم له موقع كبير وعظيم في الإسلام، ولولا العلم والعقل لما كلف هذا الإنسان، إذا العلم والعقل من ضروريات التكليف لعبادة الإنسان واتجاهه نحو خالقه تبارك وتعالى، ومنه قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} سورة الزمر – الآية رقم 9، يجب علينا أن نتعلم ونبحث، فلا يصح لمسلم أن يكون جاهلاً، أو أن يكون أمياً، إنما يرتقي القرآن الكريم بالمسلمين وبالإنسان؛ ليكون هذا الإنسان على مستوى هذا الوجود ليعبد اللَّه مخلصاً له الدين؛ وليكون الإنسان بعبادته عن يقين. اللَّه تبارك وتعالى علمنا من خلال نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، فعندما أسر النبي صلى الله عليه وسلم أناساً من مكة المكرمة خلال غزوة بدر الكبرى، اشترط عليهم من أجل إطلاق سراحهم أن يعلم كل متعلم منهم عشرة من المسلمين.