من نفحات الحكم العطائية .. "لا يكن أمدُ تأخر العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك، فهو ضمنَ لك الاستجابة فيما يختارهُ لك، لا فيما تختاره لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد"

الإثنين 18 شباط , 2019 08:54 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - التصوف

 

ليكن أملك بالله كبير​

من عادات الإنسان الاستعجال فيما يطلبه لنفسه، وبما أن علم الإنسان محدود فقد يطلب أشياء يظهر له بعلمه المحدود فيها النفع له، لكنَّ الله العظيم العليم لا يكلك إلى علمك ويعطف عليك ويختار لك الأفضل.

"لا يكن أمدُ تأخر العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك، فهو ضمنَ لك الاستجابة فيما يختارهُ لك، لا فيما تختاره لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد". 

الإلحاحُ في الشيء هو: تكررهُ على وجه واحدٍ، والدعاء هو: طلب مصحوب بأدبٍ في بساط العبودية لجناب الربوبية، واليأس: قطع المطامع.

حكمُ العبد الا يتخيرَ شيئاً على مولاه ويجزمَ بأفضلية حالٍ من الاحوال له لأنهُ جاهلٌ قد يكره الشيءَ وهو خيرٌ له ويحب الشيءَ وهو شرٌ له قال الإمام أبو الحسن الشاذلي: "لا تخترْ من امرك شيئاً واختر الا تختار وفِرَّ من ذلك المختار ومن فِرارك ومن كل شيءٍ إلى الله عزو جل".

على العبد ان يسلم نفسه إلى مولاه و يعلم انَّ الخير له في جميع ما به يتولاه وإن خالف ذلك مراده وهواه.

قال الشيخ العربي رضي الله عنه: الناس تقضى حوائجهم بالحرص فيها والجري عليها، و نحن نقضى حوائجنا بالزهد فيها والاشتغال بالله عنها.

و إن كان لابدَّ من الدعاء فليكن دعاؤك عبودية لا طلباً للحظ، فإن تركت الحظوظ صبت عليك الحظوظ، و إن غلب عليك وارد الطلب و طلبت شيئاً ثم تأخر عنك و قت العطاء فيه فلا تتهم الله في وعده {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، ولا تيأس من نواله ورفده، فإنَّ الله ضمنَ لك الاجابة فيما يريدُ من خير الدنيا وخير الاخرة و قد يكون اجابك وعين لذلك وقتاً هو اصلح لك وانفع فيعطيك ذلك في الوقت الذى يريد لا في الوقت الذى تريد وقد قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل