الثبات ـ إسلاميات
إنْ لم يكُنْ بكَ غضبٌ عليّ فلا أُبالي
نعم، هذه هي المعادلة الحقَّة الناظمة لعلاقةِ العبد بمولاه جلَّ وعلا، فيا إلهي: أنتَ مقصودي ورضاك مطلوبي، ولا أُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيتَ على نفسك، أنتَ الأوَّل والآخِر والظَّاهر والباطن، الواحِد الأحد وما ثمَّة أحد معك، أتوسَّلُ بك إليك: أن تمنحَني سِرَّاً منحتَه أولياءَك وأصفياءَك، فبذاكَ السِرِّ يحصُلُ المأمول، والمأمول حُبٌ يدُرجني في عين ولايتك فلا أرى إلا بك، ولا أسمعُ إلا بك، ولا أمشي إلا إليك، وسؤالي وسؤلي: أنعمتَ عليَّ فزِدني، وأكرمتَني فالمزيد، سبحانك ما أعظمك وما أكرمك: صدق عبدك فاصطفيته، وعبَدك فقرَّبته، وذكرك فذكرته، فيا هناء الصادق العبد الذاكر، إذ مَنْ شَكَرَكَ أيضاً شكرتَه، ها قد فَررنا إليك بقلبٍ مطمئن بذكرك، ولجأنا إليك بضمير ليس يملوه إلا أنت، وتوكَّلنا عليكَ بيقين اليقين أن لا مُتوكَّلَ عليه إلا أنت، يكفيني رضا أَنْ ترضى، وحسبي عِزَّاً أن تتولَّى، مولايَ ومُعيني ومُغيثي: علمُك بحالي يُغني عن سُؤالي، لكنَّني لن أتوقفَ عن السُّؤال: ما دامَ السؤال مُناجاة تُبردُ نسائمُها حَرَّ قلبي.