"كنز" اميركي شرق الفرات ..  تحذيرات بوجوب مغادرة سورية سريعا!

الجمعة 15 شباط , 2019 10:45 توقيت بيروت دولــي ,أقلام الثبات

الثبات ـ مقالات

حدث "غير عادي" هزّ مساء الإثنين الماضي مدينة الرّقة السوريّة، عبر تفجير استهدف مقرّ المخابرات الفرنسيّة، وضُرب حوله تكتم إعلامي معادي مُطبق لتبقى حصيلة القتلى الفرنسيّين مجهولة حتى الآن، الا انّ معلومات ميدانيّة وشهود عيان تحدّثوا عن انفجار ضخم تردّد صداه في ارجاء المدينة، وشوهدت على إثره سيّارات الإطفاء والإسعاف تهرع الى مكان التفجير وسط اجراءات امنيّة فرنسيّة مشددة وطوق أمني فرضته القوات الأميركية في محيط المنطقة المُستهدفة، قبل ان ينقشع غبار التفجير ويتبيّن انّ المقصود به هو مقرّ  المخابرات الفرنسيّة، ولتُشير أنباء مراسلين ميدانيّين الى انّ عدد القتلى في صفوف الجنود الفرنسيين وصلت الى حدود 38 قتيلا و 12 جريحا إصابات معظمهم بليغة.

سريعا عاد الى الأذهان مشهد "الزلزال" المزدوج الذي ضرب مقرَّي قوات "المارينز" الأميركيين والفرنسيّين في بيروت في الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول عام 1983 –عقب الإجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982 – عبر شاحنة مُحمّلة بأكثر من ستّة أطنان من مادة "تي.ان.تي" هزّت مقرّ قوّات "المارينز" في محيط بيروت، لتُلاقيها أخرى بالتزامن فجّرت ايضا مقرّ قيادة كتيبة المظلّيّين الفرنسيين التي استُحدثت وقتذاك في جوار المقرّ الأوّل، لتؤول الحصيلة الى 250 قتيلا من الجنود الأميركيين وأكثر من 60 في صفوف الفرنسيين دفعة واحدة.. ضربة مزدوجة جاءت خارج حسابات اروقة الدول المعادية كانت كفيلة بسحب القوّات الأطلسيّة من لبنان، التي سُمّيت حينها "قوّات حفظ السلام الدوليّة".

بعد 35 عاما على واقعة "المقتلة" غير المسبوقة التي مُنيت بها القوّات الأميركية والفرنسيّة في بيروت، جاء تفجير مقرّ المخابرات الفرنسيّة في الرّقة ليفتح المجال واسعا امام اصحاب القرار في الدوائر الغربيّة المعادية، بضرورة اعادة حساباتها حيال تواجد قواتها المحتلّة في سورية، والتوقّف مليّا امام هاجس عودة "زلزال" بيروت بنُسخة سوريّة هذه المرّة، وبالتالي التمعّن جيدا في مضمون "الإنذار السّوري الأولي" الذي يؤشّر الى مرحلة جديدة مختلفة في الشرق السوري تحديدا على وقع الحراك الشعبي المتزايد في الرّقة ضدّ القوات الأميركية والفرنسيّة المحتلّة، والدعوات المتصاعدة لانسحابها ودخول الجيش السوري اليها، سيّما انّ مصدرا صحافيّا فرنسيّا استقى معلومات من موقع "انتليجانس اونلاين" الإستخباري الفرنسي، تُفيد بأنّ ساعة الصفر للبدء بعمليّات ضدّ القوات الأجنبية في سورية قد تكون اقتربت، "وهناك ترجيح بأن يكون تفجير مقرّ المخابرات الفرنسية في الرقة اوّل الغيث، على ان يكون التركيز لاحقا على القوات الفرنسية والبريطانيّة والأميركية اذا ماطلت الأخيرة بسحب قواتها بشكل كامل من المنطقة".

وإذ كشف عن دعوات لبرمجة انسحاب القوات الفرنسيّة من سورية صدرت عن اجتماع امني فرنسي طارئ بعيدا عن الأضواء اعقبت عمليّة التفجير، استذكر المصدر ما كان وعد به اكثر من مرّة الرئيس السوري بشار الأسد، بالعزم على تحرير سورية من القوات الأجنبيّة المحتلّة ودحرها عن اراضيها بالنار اذا لم تفهم بالدعوات السوريّة المطالبة بسحب قواتها.

يأتي ذلك وسط المماطلة الأميركية الواضحة بسحب قواتها من سورية رغم اعلان مسؤولين اميركيين بأنّ عملية انسحاب هذه القوات ستتم قُبيل شهر نيسان المقبل.

مماطلة مع حراك اميركي "خبيث" في شرق الفرات يلعب بورقة تنظيم "داعش" و"أميره" –بنك المعلومات الأميركي- ابو بكر البغدادي في آخر جيب له بمنطقة هجين بريف دير الزّور حتى الرّمق الأخير، لريثما ينتهي تجهيز مسرحيّة "هوليوديّة" على نسق عمليّة اغتيال اسامة بن لادن المزعومة، يتخلّلها هذه المرّة تصوير عمليّات إنزال "كوماندوس" في معقل البغدادي –الذي يخضع بطبيعة الحال لحراسة مشدّدة تقوم بها وحدة من القوّات الأميركية الخاصّة، تنتهي ب "قنبلة" اعتقال البغدادي حيّا خلال العمليّة وإعلان هزيمة "داعش" على ايدي الأميركيين.. ولذلك منعت القوات الأميركية حلفاءها في ميليشيا "قسد" من التقدّم نحو هذا الجيب، ووجّهت ضربات تحذيريّة لقوّات الحشد الشعبي العراقي عندما كانت بصدد التقدّم لقصف مسلّحي التنظيم في ريف دير الزّور.. بالمحصّلة، يريد الأميركيّون تسجيل "نصر" وهمي آخر بالقضاء على "داعش" وأميره، شبيه بعمليّة القضاء "الهوليودي" على بن لادن، والذي كشفت معلومات "موثّقة" حينها انه لم يُقتل، بل تمّ سحبه الى داخل الولايات المتحدة، تحديدا الى ولاية اريزونا حيث رُصد في أحد مستشفياتها وهو يخضع لعمليّة غسل كلى.

هذا قبل ان تكشف معلومات من قادة كبار في ميليشيا "قسد"، عن "كنز" آخر في قبضة البغدادي وجماعته في جيبهم السرّي تريد واشنطن الحصول عليه، ويحوي نحو 40 طنّا من الذهب وعشرات ملايين الدولارات.

وعليه، سيكون الشرق السوري على موعد مع احداث غير متوقّعة في الفترة القريبة المقبلة، قد تعقب مستجدّات ميدانيّة مباغتة في ادلب بعد انتهاء لقاء سوتشي الثلاثي، "ولن يطول الأمر على بدء عمليّة عسكرية ضخمة ذات ثقل ناريّ غير مسبوق صوب "المعقل الجهاديّ" بعد صبر روسي-سوري كبيرعلى مماطلة الرئيس التركي الذي استنفذ كافّة اوراق المناورة"- حسب اشارة الباحث الفرنسي لوران فابيان..

ليبقى الأهمّ بانتظار الرّد الإيرانيّ على "رسالة" تفجير حافلة جنود الحرس الثوري الأربعاء في 13 الجاري، والذي توعّد بانّ الرّد لن يقتصر على حدود ايران.. "المرجّح ان يطال هدفا معاديا في مكان غير متوقّع يهزّ تل ابيب" حسبما نقل موقع فرنسي عن مصدر وصفه ب"الموثوق" في صحيفة اندبندنت البريطانيّة.

 

ماجدة الحاج


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل