الثبات ـ إسلاميات
لا يخفى على أحد منا أهمية القدوة في حياة الإنسان، وما للقدوة من أثر في سلوكه وحياته، لذلك نجد من علمائنا اهتماماً كبيراً بموضوع توثيق حياة العلماء والمربين الذين كان لهم أثر في حياتنا ومجتمعنا الإسلامي، وأحد هؤلاء سماحة الشيخ المفتي المربي أحمد كفتارو رحمه الله، وللحديث عنه نكهة خاصة فإننا نتحدث عن إنسان ما زلنا نرى آثاره الدعوية والفكرية في كل أرجاء المعمورة .. ومازال طلابه وما أنشأه من مدارس منارة للعلم والفكر والوسطية، وهذا ما يدفعنا لمعرفة حياة هذا الإنسان آثره العلمية والدعوية والتربوية.
ولد سماحته عام 1912، في دمشق ، هو الشيخ أحمد بن الشيخ محمد أمين كفتارو، عالم، مربّ، من مجددي الفكر الإسلامي، ورواد الصحوة والتقريب بين المذاهب. التحصيل والمكانة العلمية تلقى علومه الدينية على أيدي كبار علماء دمشق الأفاضل الذين شهدوا له بسعة فهمه وحدة ذكائه ، وقد أجازه شيوخه بتدريس علوم الشريعة والتزكية والتربية والدعوة والإرشاد، حتى وافته المنية عام 2004.
تعريف
مفتي سورية الأكبر لأكثر من أربعين سنة، شيخ علمائها وعالم شيوخها، المفكر الكبير مؤسس حوار الحضارات في أربعينيات القرن العشرين، إمام الدعاة، مجدد الشريعة، قلعٌة من قلاع الإسلام، حكيم الأمة... وكان الشيخ قدس سره محورًا عظيمًا من محاور الطريق النقشبندي،الوارث المحمدي الذي ورث عن رسول الله على تزكية النفوس.
تكريم
حاز على: دكتوراه فخرية في علم الدعوة الإسلامية من جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في جاكرتا 1968، دكتوراه فخرية في علوم أصول الدين والشريعة من جامعة عمر الفاروق في الباكستان1984، دكتوراه فخرية في علوم الدعوة الإسلامية من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان 1994، الأوسمة التي تقلدها وسام نجمة باكستان الذهبية من رئيس الجمهورية الباكستانية 1968، وسام الاستحقاق من جامعة الفاروق من الباكستان 1984، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية 1998.
نشاطه الدعوي
بعد وفاة والده عام 1938 تولى الإرشاد والتعليم والدعوة والتربية الروحية. وقد تخرج وتربى على يديه مئات العلماء والدعاة والمفكرين والكتّاب الذين أصبح للكثير منهم شهرة واسعة محلياً وعالمياً. فسّر القرآن الكريم أربع مرات خلال نصف قرن من المثابرة على التدريس والتوجيه والتربية. بذل النصح لكافة طبقات الأمة صغيرها وكبيرها رجالها ونسائها فقيرها وغنيها ومن أمييّها إلى مثقفيها ومن محكوميها إلى حكامها ولم يترك حاكماً عربياً أو مسلماً إلا والتقى معه في حدود الطاقة وبذل له النصيحة وبلّغ البَلاغ المبين المستند إلى الدليل المقنع والحقيقة التي لاتشوبها الأغراض والمصالح فكان مقبولاً عند الجميع على اختلاف توجهاتهم. عين مدرساً دينياً في دار الفتوى بالقنيطـرة 1948.
شارك في تأسيس رابطة العلماء في الجمهورية العربية السورية 1949.
أسس وافتتح معهد الأنصار الثانوي للذكور 1949.
عين مدرساً دينياً في دار الفتوى بدمشق 1950.
عيّن مفتياً لدمشق 1951.
أسس وافتتح جمعية الأنصار الخيرية 1952.
انتخب مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية ورئيساً لمجلس الإفتاء الأعلى 1964.
أهم أفكار المفتي المربي
1- في مجال التجديد والإصلاح: إعادة قواعد التصوف إلى القرآن والسنة، وقدم ميثاق العمل الصوفي، الأخذ بمنهج الوسطية دون تفريط. إحياء روح الاجتهاد بضوابطه.،توحيد جهود الدعوة، ونبذ التعصب بين الجماعات، العناية بالإعلام الإسلامي، وتشجيع إطلاق القنوات الفضائية الإسلامية.
2- في الحوار مع غير المسلمين: بيان موقف الإسلام من الديانات السماوية، والتأكيد على التعاون على المشترك والحفاظ على الثوابت، عَمِلَ على تنمية العيش المشترك بين أبناء الديانات في المجتمع الواحد.
3- في إطار الوحدة الإسلامية: محاربة التعصب المذهبي. المساهمة بتأسيس أول مجلس تقريب بين السنة والشيعة، عَمِلَ على ترسيخ أدب الحوار والاختلاف.
4- الإسلام والقضايا السياسية والوطنية: •التعاون مع الحكومات الوطنية لخدمة قضايا الدعوة والأمة، ترسيخ الوحدة الوطنية، حرمة التطبيع مع إسرائيل، دعم الكفاح التحرري ومشروعية المقاومة.
وفاته رحمه الله
توفي الشيخ أحمد كفتارو يوم الأربعاء الواقع 17/07/1425هـ الموافق 01/09/2004 م حيث صلي عليه عقب صلاة الظهر في جامع بني أمية الكبير بدمشق من يوم الخميس 18 رجب 1425هـ والموافق 02/09/2004م و شيع جثمانه الطاهر بالسيارات إلى وزارة الأوقاف ثم تابع الموكب سيراً على الأقدام إلى مجمع الشيخ أحمد كفتارو حيث وارى مثواه الأخير قال عنه العلامة أبو الحسن علي الحسني الندوي الداعية الإسلامي العالمي، ورئيس ندوة العلماء بالهند في كتابه: "مذكرات سائح في الشرق العربي" " الشيخ أحمد عالم مثقف مطلع ناضج العقلية، واسع آفاق الفكر، نشيط في عمله، وقد تمكن من إلغاء البغاء الرسمي في سوريا... ومنهجه في الإصلاح يتمثل في وجوب إصلاح المعارف وتوجيهها الإسلامي، وهو قوي الأمل عظيم الثقة.. لقد قال لرئيس أركان الحرب الحاكم العسكري للبلاد: تستطيع أن تكون زعيماً للبلاد العربية كلها بل للعالم الإسلامي كله إذا هيأت لنفسك الزعامة الإسلامية واحتضنت خدمة الإسلام..."
أشهر تلامذته
رئيس محكمة النقض الدكتورالشيخ: محمد بشير الباني، القاضي الشرعي الأول: عبد الرؤوف الأسطواني، الطبيب الشرعي الدكتور: عارف طرقجي. الشيخ صلاح كفتارو الشيخ رجب ديب، الشيخ رمضان ديب، الشيخ محمد عدنان أفيوني، الشيخ عبد الناصر جبري، الدكتور محمد خير فاطمة، الدكتور الدكتور علاء الدين زعتري،وغيرهم.
كتابات عنه
كتاب المرشد المجدد لسماحة الدكتور الشيخ محمد بشير الباني.
المنهج الصوفي في فكر ودعوة سماحة الشيخ أحمد كفتارو للدكتور محمد شريف الصواف.