الثبات - التصوف
"الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه"
في الحديث بلاغةٌ نبوية تبطلُ دعاوي كثيرٍ ممن يدعي الإسلامَ الذي هو دينُ السلام، السلام للمسلمين والإنسانية، يبينُ من خلاله الحبيبُ المصطفى صلى الله عليه وسلم، أنَّ الإسلام ليس مظاهر ودعاوي بل للمسلمِ علاماتٌ يعرفُ بها، منها هذا الحديثُ الشريف.
يبينُ لنا الحديث: أنَّ المسلم حقًا من أسلمَ وجهه لله، عبد اللهُ وحده، نفذَ أوامره، واجتنبَ نواهيه ثم أيضًا بلغ منزلةً سَلِمَ الناسُ من لسانه ويده، فلسانهُ الناس سلمتْ منه، لا يغتابهم، لا يسُبهم، لا يعيبهم، لا يهمزهم، لا يستهزأُ بهم، ويسخرُ بهم، لا يسعى بالنميمة بينهم، لا ينقل وشايةً، لا ينسبُ للإنسان ما لم يقله، لا يقول إلا خيرًا، ذكرًا لله آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، معاشراً الأصدقاء والأخلاء بالمعروف.
ويسلمُ المسلمون من يده، لا يظلمهم بها، ولا يسرقُ، ولا يأخذُ مالاً، ولا يخطُّ كلامًا سيئًا، بل الناس في سلامة من لسانه ومن يده، لأن قلبه سليم، وفكره سليم، لا يحملُ حقدًا وغلًا على أحد.