الثبات ـ التصوف
بقلم: سماحة العلامة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه ..
"قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ".
التصوف: هو الشريعة، ولا تصوف بدونها، وهو الطريق في الوصول إلى الحقيقة، ولك أن تسميه ما تريد (التربية - التزكية - الإحسان)، ومن الواجب علينا نشر هذا الفضل في ظل انتشار الكره والحقد والأنانية وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ومناداة كل ذي عرق بعرقه، وكل قطر بقطره، فرحين بذلك ببطاقة مُمزِّقة للأمة، وببيارق متعددة بعد أن كانت بيرقاً واحداً، مع أن النص القرآني المقدس قرر أن هذه الأمة أمة واحدة، "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ".
في الوقت الذي نشاهد فيه الغرب مع تعدد أعرافه واختلاف لغاته وتباين معتقداته ممنوع أن يتكلم بمفرداته، فوحّد اقتصاده وحدّ وحدة حدوده وأوضح هدفه (أمن إسرائيل وسرقة ثرواتنا)، فأمعن فينا قتلًا وتشريداً وتمزيقاً، وهو الآن يجاهر فينا بالعب دون خوف ولا وجل، محاولاً إعادة تشكيل المنطقة على خلفيات مذهبية وعرقية لتستقر الحروب بين أبناء الأمة الواحدة تحت عنوان: (الفوضى الخلاقة)، التي وعدنا بها الغرب الحاقد، وليس لهذا كله مدافعين إلا أهل التصوف الحقيقيين الذين زهدوا في الدنيا عن غنى ولم يحرصوا على حظ النفس والهوى، وطلقوا الدنيا وباعوا أنفسهم لله، "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ".