الثبات ـ إسلاميات
تعالوا – يا أيها النَّاس – إلى الكلمة الطيبة نُسمعها ونَسمعها، تعالوا إليها نجعلُها جِسراً بيننا، وأعني "بنا" المؤمنين بغاية وجودِ الإنسان من حيثُ العلاقة مع الله: (وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبُدون).
ومن حيثُ العلاقة مع الإنسان: (وجعلنَاكُم شُعوباً وقبائلَ لتَعارفوا ...).
ومن حيثُ العلاقة مع سائر المخلوقات حيواناً ونباتاً وجماداً: (ألم تروا أنَّ الله سخَّر لكم ما في السَّموات والأرضِ وأسبغَ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنة...).
والغايةُ بشُعبها الثَّلاث ترنُو إلى هدفٍ نُعطاه ويتفضَّل به علينا المولى الخالقُ جلَّ شأنُه: (الذين إن مكنَّاهُم في الأرض أقاموا الصَّلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)، فلم يُفسِدوا ولم يطغَوا ولم يقتُلوا ولم يسلبوا ولم يعتَدوا ولم يغدُروا ولم يخونوا ولم يقتُلوا، بل اتَّخذوا الكلمة الصَّادقة الواعية النَّافعة الطَّيبة سبيلاً للارتباط معَ الآخرين.
(ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة)، (ولا تجادِلوا أهلَ الكتاب إلا بالتي هي أحسن)، (فقولا له قولاً ليِّناً لعلَّه يتذكَّر أو يخشى)... والآياتُ في هذا الشَّأن غزيرةٌ وفيرة، ..
وصدَق الله أيضاً إذ قال: (ومَثَلُ كلمةٍ طيِّبة كشجرةٍ طيِّبة أصلُها ثابتٌ وفَرعُها في السَّماء. تؤتي أُكُلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها...).
والحمد لله رب العالمين