الثبات ـ إسلاميات
أيها الحاكِم على إنسانٍ ما بأنَّه كذا أو كذا (سلباً) تذكَّر بقوةٍ أنَّ لك موقفاً بين يدي الله جلَّ وعلا وسيَسألك فيه عن صحَّة الحكم وعن دافعِ القولِ والنَّشر وعن إشاعة الفاحشة في المجتمع.
ولا تنسَ – أيضاً – أنَّ لكَ موقفاً أمامَ ضميرك حين يُفيق وسيُفيق وستلقَى من هذا الضَّمير عتباً شديداً ولومَاً قاسياً على ما اقترفته يداك وأساءَ به لسانك، وسيقولُ لك بصوتٍ يُخجلك الخجل الشَّديد: أما علمتَ أنَّ السَّيئة وإن بدَت يجبُ سترها ؟! أما علمتَ أنَّ شرَّ الناس مَن تتبَّع عوراتِ الناس، وأنَّ شرَّ الناس مَن اغتابَ الناس، وأنَّ الأكثر شَراً والأفظعَ فساداً مِن كلِّ ذلك من افترى على النَّاس وادَّعى أنَّ الافتراءَ صحيح، أو أنَّ ما افتراهُ حَقيق ؟! أما علمتَ أنَّ من أشاعَ السُّوء نقلاً أو افتراءً فقد أشاعَ الفاحشة، وبالتالي له عذابٌ عظيمٌ ووخيمٌ في الدُّنيا والآخرة ؟!! أوما علمتَ أنَّ مَن رأى حسنةً فكتمَها ورأى سيئةً فنشرها هُو من شِرار الخلق على الإطلاق ؟!
عجيبٌ أمرُك أيها المفتري المغتاب الكذَّاب كيفَ تعدُّ نفسكَ من الناس، والأنكى من كلِّ ذلك أنَّك تدَّعي – أحياناً – الإيمانَ أو الإسلامَ أو التقوى ؟!
بقيَ عليكَ أن تعلمَ أخيراً أنَّ الناس صنفان: عاملٌ نبيلٌ غافلٌ عن معنى "الغافلات" في القرآن الكريم، وآخر كسولٌ دنئٌ عاطلٌ، يعملُ الأول فيحقد الثاني ويحسُد ويُخرِج حقده وحسده في اتهاماتٍ باطلة وينالُ على أساسِها درجةَ الإفلاسِ مع مرتبة الاحتراقِ في جهنَّم.
وآمُل أن تؤدِّي المسامحة إلى مراجعةٍ لدى الثاني، ومَنْ تابَ تابَ الله عليه.
مَنْ نَالَ منِّي أو عَلقتُ بذِمَّته سامحتُه لله راجيَ مِنَّته
كي لا أعُوقَ مؤمِناً يومَ الجَزا ولا أُسيئ محمَّداً في أُمته