هل تكون التهدئة في بحر إيجة وكاراباخ على حساب ليبيا؟ ـ فادي عيد وهيب

الإثنين 12 تشرين الأول , 2020 11:16 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بعد مشاورات عبر غرف الإتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي، تمكنت برلين من فتح حوار بين أثينا وأنقرة لتهدئة الوضع في بحر إيجة، وبعد أجتماع دام عشر ساعات بين وفدين أرميني وأذربيجاني بموسكو، أعلنت روسيا وقف أطلاق النار بين الطرفين، وفي ظل التهدئة هنا وهناك، كان هناك من يحاول الدفع بليبيا كي تكون هي بؤرة النيران تعويضا عن بحر إيجة والقوقاز، ولنسف الحوار السياسي الليبي في بوزنيقة والقاهرة، إذ لا خاسر من الحوار السياسي الليبي سوى الكائن الدموي العثماني الذي يعيش على الحروب ويبحث كل يوم عن أعداء جدد، فبقاء نظام أردوغان مرهون بأستمرار النزاعات والحروب بكل منطقة حول تركيا.

لذلك شهدت ليبيا محاولات خارجية خبيثة لدفعها نحو الإقتتال مجددا، بعد حشد حكومة الوفاق لقواتها مساء الجمعة الماضية، مدعية أن المشير خليفة حفتر سيشن هجوماً على طرابلس، في محاولة تعد إستفزازاً إعلامياً وعسكرياً لجر الجيش الليبي الذي ثبت أقدامه بحقول الجنوب الى فخ يهدف لحرقه سياسيا، بعد أن ربح ثقة الأطراف الدولية عبر إعادة إنتاج وتصدير النفط في سبتمبر/ أيلول الماضي.

فتركيا تدرك جيدا أن الحوار السياسي الدائر في مصر والمدعوم دوليا، يهدف لفرض سيادة الدولة الليبية ووقف الحرب، وهذا لن ينجح إلا بخروج جميع العناصر المسلحة الأجنبية من ليبيا، وهنا أتجه أردوغان نحو أمرين.

الأول : إستبدال المرتزقة السوريين بجنود أتراك عبر عشرات الرحلات الجوية التي تمت في الأونة الأخيرة، فالجنود الأتراك الذين توافدوا مؤخرا على قاعدة الوطية ومطار طرابلس ومصراتة لهم مظلة قانونية وهي الاتفاقات التي عقدها أردوغان مع السراج، بينما معضلة المرتزقة السوريين وجد لها أردوغان حلاً في نقلهم إلى  القوقاز، كي يبدو أردوغان أمام المجتمع الدولي أنه ليس عائقا أمام نجاح الحوار السياسي الليبي.

الثاني : الدفع بالجزائر التي باتت بوابة تركيا الخلفية نحو ليبيا بدلا من تونس، للعب دور تنموي في الغرب الليبي، وربما نرى قريبا أدواراً أخرى.

وعلى ضوء الاتفاقات العسكرية بين تركيا وحكومة الوفاق، أعلنت وزارة الدفاع التركية السبت الماضي، عن تقديمها تدريبًا لبعض العناصر الليبية على الغوص، في دورة تأهيلية مدتها ستة أسابيع في مدينة الخمس.

ومن يتابع جيدا شكل الوضع الميداني في ليبيا، وقدرات طرفي الحرب هناك، سيعلم أنه تم حساب ميزان القوة العسكرية بين الشرق والغرب (الرجمة وطرابلس) بالورقة والقلم، على أن تكون المعادلة كالأتي للقوات المسلحة العربية الليبية التفوق الجوي بفضل المروحيات الروسية التي يمتلكها الجيش الوطني الليبي، إلى جانب مقاتلات ميج29 التي يعمل الروس على تحديثها منذ شهر تقريبا، إلى جانب ما يقدمه سلاح الجوي المصري من دعم لحماية الأمن القومي المصري والليبي معا، وعلى الجهة الأخرى أي بطرابلس وقوات حكومة الوفاق فلها السيادة البحرية عبر بارجات وفرقاطات الجيش التركي، وهي من فتحت باب سقوط الغرب الليبي كاملا في يد المرتزقة السوريين، بعد أن تفوقت دبلوماسية "صدام البوارج" التركية على العملية البحرية الأوروبية "صوفيا" بقيادة ايطاليا، ثم العملية البحرية "إيرين" بقيادة اليونان، كي تفرض البحرية التركية نفسها على سواحل غرب ليبيا طولا وعرضا.

أذا المعادلة بين الطرفين كالأتي السماء لخليفة حفتر، والبحر للسراج أو بالأحرى لأردوغان.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل