العراق ومفترق الانفراج و الانفجار - يونس عودة

الأربعاء 08 تموز , 2020 11:12 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

مضى 7 اشهر على قرار الشعب العراقي ممثلا بمجلس النواب انهاء الوجود العسكري الاجنبي على الارض العراقية , ومنع تلك القوات من استخدام الاراضي والمياه والاجواء العراقية لاي سبب كان , وقد منح البرلمان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الاتي من جهاز المخابرات الثقة لتكون احدى اهم مهام الحكومة الجديدة ,ترتيب عملية خروج القوات الاجنبية , ولاسيما المحتل الاميركي عبر خطة واضحة,بموازاة وقف التحركات الميدانية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تحت ذريعة محاربة "داعش" .


منذ تسلم الكاظمي سدة رئاسة الحكومة , وهناك اشياء مريبة تكتنف اداءه , لا تنحصر فقط في المراوغة بتنفيذ قرار مجلس النواب , وانما بالخطوات الممالئة للاميركيين ومنها اعادة تفعيل نشاطهم الميداني , والعمل على انتخابات نيابية مبكرة , وهو مطلب اميركي للانتقام من التشكيلة الرافضة للاحتلال الاميركي .لا بل وصل به الجرأة إلى اعتقال 13 كادرا من كتائب حزب الله , وهي احد فصائل المقاومة التي لا تترك سانحة الا وتعلن عدائها للسياسات الاميركية , وهي إحدى الفصائل المركزية التي ساهمت في طرد القوات الاميركية , قبل ان تعود بقوة على ظهر تصنيع دولة "داعش" على ايدي المخابرات الاميركية .,واتهم المسؤول الامني في الكتائب أبو علي العسكري رئيس الوزراء العراقي بـ"تضييع" ما وصفه بـ"قضية مشاركته بجريمة قتل" الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، معتبرا أن ذلك يشكل "عربون عمالة للأميركيين"، مضيفا أن الكتائب "تتربص به".

من الواضح ان الكاظمي اخذ على عاتقه , أكان عن قناعة , او عن خضوع للضغط ,"مهمة تحجيم دور الفصائل المسلحة الرافضة للاحتلال الاميركي وتقاومه وتقليص عمل الحشد الشعبي،الذي كان له الدور المركزي في اسقاط دولة الارهاب داعش , كذلك تحويل الدولة العراقية إلى دولة مرتبطة بالمشروع الأميركي في المنطقة،وقد جاءت خطوته باعفاء، السياسي فالح الفياض من منصبي رئيس جهاز الأمن الوطني ومستشار الأمن الوطني، بعد نحو 10 أعوام على تربعه على رأس أحد أكثر أجهزة الأمن العراقية حساسية كمؤشر خطير على التأثير الاميركي، ما يمكن ان يفتح العراق على كباش جديد خطير وهو الذي لم يخرج بعد من دائرة التظاهرات التي اشرفت عليها المخابرات الاميركية ومولت حركتها السعودية وفتحت فضائياتها التحريضية الفتنوية لزرع الشقاق والفتن بين المكونات العراقية تحت عناوين اجتماعية واقتصادية ,تظهرت بواطنها في الشتائم ضد ايران والقوى التي حاربت "داعش" والاحتلال معا.


منذ اسابيع عادت خلايا "داعش" الى النشاط الدموي ,ولعبت القوات الاميركية دورها في استنهاض الخلايا النائمة في اماكن متفرقة من العراق , ما ينذر بموجة جديدة , تكون مبررا لبقاء الاحتلال الاميركي في بلاد الرافدين , وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش من أن جائحة كورونا توفر فرصا جديدة لتنظيمي "داعش" والقاعدة وفروعهما، .وقال غوتيريش: أن "داعش"، الذي كان يسيطر على مساحة شاسعة من سوريا والعراق، يحاول إعادة تتنظيم صفوفه في كلا البلدين.


ان المنطقة بكاملها على صفيح ساخن , ومن الواضح ان الولايات المتحدة تعاود المحاولة للامساك بزمام المبادرة ولا سيما في العراق , وما مناورة قواتها داخل المنطقة الخضراء حيت تجمع السفارات والحكومة العراقية , بذريعة فحص منظومة الباتريوت التي نصبتها اثر اغتيال القائد الثوري الجنرال قاسم سليماني , وابو مهدي المهندس .
ان المناورة بصواريخ الباتريوت ,بعد تفعيلها بحجة ان صاروخا كان يستهدف السفارة الاميركية , ليست الا خطوة في مسار التوتير الاميركي , بالتوازي مع اغراءات سعودية لن تصل لاستمالة الحكومة العراقية ولا سيما رئيسها المتأثر بالغرب الاميركي خلافا لنشأته ,وقال النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي إن المناورة الأميركية تعد استفزازا وانتهاكا للسيادة، داعيا الى تدخل عسكري وحكومي لوقف الاستهتار الأميركي.

لقد التزم الكاظمي بسلة مطالب للتنفيذ , الا ان اداءه لم يحاك التزاماته , وهناك من يفسر خطواته العملية , بانها تمهيد لزيارته المتوقعة الى واشنطن اواخر الجاري وقد تحدثت تسريبات عن عزم الكاظمي القيام بحملة منسقة تهدف للحد من نفوذ طهران في مؤسسات الدولة العراقية،ويبدو ان اعفاء الفياض احدها ., وفي المقابل "ستقوم الكتل البرلمانية بممارسة ضغط سياسي وإعلامي على رئيس الوزراء العراقي، عبر طلب استجوابه في البرلمان، فالمواجهة معه ستكون سياسية وإعلامية، علما أن هناك قوى عديدة تقف مع الكاظمي، لكن المواجهة المفتوحة ستكون مع الحشد الشعبي."
ان زيارة الكاظمي الى الولايات المتحدة ربما ستكون محطة اساسية رغم ان اميركا في مدار الانتخابات الرئاسية , وهنا يمكن ان لا تكون البراغماتية ذي فائدة , فاما ان يترجم في خطابه قرار مجلس النواب , او ان الشارع العراقي سيكون بانتظاره , والصواريخ بانتظار القوات الاميركية , اي بمعنى اخر سيكون العراق على مفترق الانفراج او الانفجار


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل