اليمنيون لا يملون من صفع تحالف العدوان .. "التورنيدو" درس جديد ـ يونس عودة

الثلاثاء 18 شباط , 2020 09:45 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

قبل ان يستوعب التحالف العدواني الذي تقوده السعودية ضد اليمن شعبا ووطنا وثروات ,نتائج عملية "البنيان المرصوص "​, فاجأ اليمنيون سلاح الطيران الاكثر تطورا لدى السعودية , بضربة لها قيمتها التقنية قبل المعنوية, تمثلت باسقاط  واحدة من افضل طائراته "تورنيدو"التي يمكنها القصف من مسافات بعيدة وعلو شاهق .وتندرج هذه الصفعة القوية ضمن السياق والوعد من الجيش اليمني واللجان الشعبية بأن سلاحا ضد الطائرات المقاتلة ادخل الخدمة , بجهود يمنية خالصة.

بتواضع الواثق -الشجاع ,اعلن اليمنيون اسقاط الطائرة في منطقة الجوف ,مع نشر صور حطام الطائرة قبل نشر صورة احد الطيارين وهو مصاب في وجهه ,جراء استهداف التحالف الذي ارسل "التورنيدو" لقصف الامنين في اليمن , حطام الطائرة حيث تجمع المدنيون ما ادى ايضا الى سقوط نحو 40 ضحية بين شهيد وجريح .

لم يكن بامكان التحالف العدواني الذي ترعاه الولايات المتحدة , وتشارك معه في العدوان مجموعة من الخبراء الصهاينة ,ان يتجاهل سقوط الطائرة بعد وقوع طاقمها في الاسر , ولم يتمكن ايضا من تلفيق تبريرات كعادته - اعطال فنية وغيرها- فاعلن المتحدث باسم قوات التحالف ، العقيد الركن تركي المالكي،ان طائرة مقاتلة من نوع "تورنيدو" تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية سقطت أثناء قيامها بمهمة إسناد جوي للوحدات التابعة للجيش الوطني اليمني"- اي قوات عبدربه منصور هادي. 

اذا كانت عملية "البنيان المرصوص" لا تزال بنتائجها جاثمة على صدر قوى العدوان ,بعدما  تمزقت الوية وكتائب بين الهضاب الصخرية بموازاة حملة تبرير قوى العدوان بان القوات المسلحة باخر منتجات القتل الغربي على اشكاله انكفأت من تلقائها , فان اسقاط "تورنيدو"ستكون لها مفاعيل على مستوى معنويات الطيارين الذين كانوا يعتبرون انهم بمنأى داخل مقصورات الطائرات, التي يمكن القول انها يمكن ان تتحول الى توابيت طائرة .


التطورات الميدانية المتلاحقة في اليمن،ولا سيما الضربات التي يمطر بها اليمنيون قوى التحالف, جددت الصراع قبل ان يخبو, بين مكونات القوى التي سقطت في شباك الاغراءات السعودية والاماراتية ,وعادت لغة الاغتيال لتسود العلاقات , ولا يبدو ان اخر الاغتيالات لاحد قادة ما يسمى "الحزام الامني" المدعو راشد السعدي-قائد جولة مصعبين شرق عدن - تابع للسعودية -وقد وجهت اصابع الاتهام لقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي التابع لدولة الامارات رعاية وتمويلا واستخداما,سيما   أن السعدي دخل في خلافات حادة مع قيادات بالفصائل المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي ، بسبب مواقفه الرافضة لاستهداف المعارضين للمجلس في عدن.

في المقابل وفي ظل تمرد اعلاميين وشرائح مثقفة في جنوب اليمن على التسلط السعودي الاماراتي , واعتزام قيادات عسكرية ومن القبائل العودة الى يمنيتهم الاصيلة ,دعا المجلس الانتقالي , السعودية الى التدخل والإسراع في تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين المتناحرين لوضع حد للاستفزازات التي يقوم بها الطرف الآخر في الاتفاق،مشيرا الى محاولات لخلط الأوراق، وتعكير "العلاقة المميزة "التي تجمع أبناء الجنوب بالأشقاء في  السعودية, وذلك في محاولة لمنع الوضع من الانفلات , والعودة الى التناحر المسلح مع تقديم ورقة اعتماد عبر إدانة ما وصفته الهيئة القيادية في الانتقالي ب "الحملة الممنهجة التي تشنها بعض الأقلام تجاه المملكة  السعودية ومحاولة تشويه دورها الفاعل في الجنوب".

الاان السعودية لم تعر اي اهتمام للاصوات الصادرة من الجنوب باعتبارها ان هؤلاء دمى وعلى رأسهم رئيسهم عبد ربه منصور هادي -المنقطع الاخبار في السعودية , والذي يستخدم غب الطلب في مناسبات ترى السعودية تعيينها .

وسط هذا التصعيد يخرج وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود في مؤتمرالامن في ميونيخ ليكرر معزوفة تمسك بلاده بالحل السياسي، مع استبعاد أن تصل التطورات الأخيرة إلى مرحلة إلحاق الضرر بمحادثات السلام غير المباشرة مع انصار الله.

لم يكن الاتفاق في الاردن بين انصار الله والطرف التابع للتحالف, برعاية الامم المتحدة على تبادل الاسرى والمعتقلين الا احد نتائج التطورات الميدانية الاخيرة التي حقق فيها اليمنيون ما يشبه المعجزات في ظل موازين قوى غير متناسبة اطلاقا , وستكون عملية ممرحلة لتبادل 1400 اسير من الطرفين تبدأ بنحو  420 بعد التوافق على قوائم الاسماء , وقد سربت السعودية احتمال الافراج عن اللواء ناصر منصور هادي , شقيق الرئيس الذي تم اسره خلال معركة العند في القاعدة الجوية مع وزير الدفاع انذاك اللواء محمود الصبيحي وقيادات اخرى في اذار 2015 , ولا يزالون في قبضة انصار الله .

لن تتوقف مفاعيل الضربات اليمنية لقوى التحالف عند هذا الحد , وستكون هناك مفاجأت كثيرة , لن تتوقف الا بهزيمة التحالف العدواني ومن وراءه على ارض اليمن. 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل