مدينة الرملة الفلسطينية ... الحكاية الكاملة

الثلاثاء 07 كانون الثاني , 2020 07:00 توقيت بيروت من ذاكرة التاريخ

الثبات ـ من ذاكرة التاريخ


مدينة الرملة

الرملة هي إحدى المدن التي أقيمت في العصر الإسلامي الأموي، والفضل في إقامتها يعود إلى "سليمان بن عبد الملك" الذي أنشأها عام 715هـ وجعلها مقر خلافته، وسميت الرملة نسبة إلى الرمال التي كانت تحيطها. 

ثم أصبحت المدينة في عهد العباسيين تابعة لولاية الشام، ثم تعاقبت على حكمها دول عديدة كالطولونيين والقرامطة والفاطميين.

احتلها الصليبيون عام 1099 للميلاد، واستعادها المسلمون عام 1102 للميلاد، واحتلت مرة أخرى من قبل الصليبيين ثم استردها صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين عام 1187 للميلاد، ثم عادت لحكم الصليبين عام 1204 للميلاد، وظلت كذلك حتى حررها الظاهر بيبرس المملوكي عام 1261 للميلاد.

خضعت المدينة للسيطرة العثمانية عام 1547، وتعرضت للاحتلال الفرنسي فترة قصيرة من الزمن على يد نابليون بونابرت إبان الحملة الفرنسية على مصر والشام.

وبعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، وقعت الرملة كغيرها من مدن فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وهُجّر الكثير من سكانها قسرا بعد احتلالها من قبل الجيش الإسرائيلي في حزيران 1948.

الموقع

تقع مدينة الرملة على بعد 38 كلم شمال غرب القدس، وتتجلى أهمية المدينة في بعدين أساسين: فهي زمن السلم موقع تجاري بامتياز، وزمن الحرب ممر إستراتيجي يصل يافا (الساحل) بالقدس (الجبل) ويربط شمال السهل الساحلي بجنوبه.

السكان
كان أهل الرملة أول تأسيسها أخلاطاً من العرب والعجم والسامريين ثم أخذت القبائل العربية تنزلها، وبلغ عدد سكان الرملة نحو 68 ألف نسمة بحسب تعداد عام 2011 ثلثهم تقريبا من عرب 48، ويسكن أغلبهم في حارات البلدة القديمة، وقبل عام 1948 كانت أغلبية سكان الرملة من العرب الفلسطينيين، وهاجر الكثير منهم قسرا بعد احتلال المدينة من قبل الجيش الإسرائيلي في تموز 1948، واليوم أغلبية السكان من اليهود، وثلثهم من اليهود الروس الذين هاجروا إلى إسرائيل في التسعينيات.

الاقتصاد
لا يختلف اقتصاد المدينة عن بقية مدن المنطقة القريبة التي تعتمد بالأساس على الزراعة حيث تنتشر في سهولها أشجار الزيتون والحبوب والخضروات، وقد صادرت إسرائيل مساحات زراعية شاسعة من ملاكها العرب، وقامت باستغلالها في زراعة الفواكه والحمضيات.

كما تعتبر منطقة الرملة من المناطق الصناعية الرئيسية، وقد ساعد على ذلك وقوعها في ملتقى طرق المواصلات، حيث أنشأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صناعات حديثة تختص في الكيمياويات والبلاستيك بالإضافة إلى صناعة الأجهزة الكهربائية وغيرها.

وقد تحولت الرملة أيضا إلى مركز للأبحاث، حيث تضم ثلاث مفاعلات نووية ومعهد وايزمان للعلوم، كما تعد المدينة اليوم مركزا تجاريا وسياحيا تزدحم بالأسواق العامرة وتعرف نشاطا لافتا لتبادل البضائع مع مختلف المناطق القريبة.

من أهم معالم الرملة 
تحتوي الرملة على العديد من المواقع الأثرية الهامة، منها بقايا قصر سليمان بن عبد الملك، والجامع الكبير، وبركة العنزية شمال غرب الرملة بحوالي 1كم، والجامع الأبيض ومئذنته، وقبر الفضل بن العباس، ومقام النبي صالح.

 وقد بقيت الرملة عاصمة لفلسطين نحو 400 سنة إلى أن احتلها الفرنجة عام 1099هـ 
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل