التابعي الزاهد أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ

الأربعاء 21 آب , 2019 01:23 توقيت بيروت تصوّف

الثبات - إسلاميات

التابعي الزاهد أَبُو مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيُّ

 

اسمه ونسبه:

عبد الله بن ثُوَب، أبو مسلم الخولاني الداراني الزاهد، أدرك الجاهلية وسكن الشام، فنزل بداريّا أصله من اليمن، وقد أسلم في أيام النبي  صلى الله عليه وسلم لكنه لم يلتقي به، بل التقى بالصحابة الكرام، فدخل المدينة في خلافة الصديق.

ثناء العلماء عليه:

قال يحيى بن معين: أبو مسلم الخولاني شامي ثقة.

قال البخاري: قارئ أهل الشام. وكذلك قال ابن أبي حاتم.

قال مالك بن دينار: هذا حكيم هذه الأمة.

قال ابن حجر: أبو مسلم الخولاني الزاهد ثقة عابد.

من أحواله وأقواله:

قال عثمان بن أبي العاتكة: علق أبو مسلم سوطًا في المسجد، فكان يقول: أنا أولى بالسوط من البهائم، فإذا فتر مشق (ضرب) ساقية سوطًا أو سوطين، قال: وكان يقول: لو رأيت الجنة عيانًا أو النار عيانًا ما كان عندي مستزاد.

قال عطية بن قيس: دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غازٍ في أرض الروم وقد احتفر جُوزةً في فسطاطه وجعل فيها نِطعًا وأفرغ فيه الماء وهو يتصلق (يتقلب) فيه، فقالوا: ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟ قال: لو حضر قتال لأفطرت ولتهيأت له وتقويت، إن الخيل لا تجري الغايات وهن بُدَّنٌ، إنما تجري وهن ضُمّر، ألا وإن أيامنا باقية جائية لها تعمل.

قال عبد الملك بن عمير: كان أبو مسلم إذا استسقى سُقي (أي مجاب الدعاء).

عن محمد بن زياد أن امرأة خببت (أفسدت) على أبي مسلم امرأته، فدعا عليها فعميت، فأتته فاعترفت وتابت، فقال: اللهم إن كانت صادقة فأردد بصرها فأبصرت.

عن بلال بن كعب أن الصبيان قالوا لأبي مسلم: ادع الله أن يحبس علينا هذا الظبي فنأخذه فدعا الله فحبسه فأخذوه.

وعن عطاء الخراساني أن امرأة أبي مسلم قالت: ليس لنا دقيق، فقال: هل عندك شيء؟ قالت: درهم بعنابه غزلاً، قال: ابغينيه وهاتي الجراب، فدخل السوق فأتاه سائل وألح عليه فأعطاه الدرهم وملأ الجراب نشارة مع تراب، وأتى وقَلبُه مرعوبٌ منها وذهب ففتحته فإذا به دقيق حُوّاري (أبيض) فعجنت، فلما جاء ليلاً وضعته، فقال: من أين هذا؟ قالت: من الدقيق فأكل وبكى.

حبه للعبادة:

عَنْ شُرَحْبِيْلَ: أَنَّ رجلين أَتيا أَبا مُسْلِمٍ، فلم يَجداه في منزله، فَأَتيا المسجد، فَوجداه يركع فانتظراه، فَأَحْصَى أَحَدُهُمَا أنه ركع ثلاثمئة ركعة.

وفاته رحمه الله:

قَالَ أَحمد بن حنبل: حُدِّثْنَا عَن محمد بن شعيب، عَنْ بَعض المشيخة، قَالَ: أَقْبَلْنا، فَمَرَرْنَا بِالعُمَيْرِ، عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ حِمْصَ، فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَاطَّلَعَ رَاهِب من صومعة، فَقَال: هل تعرفون أَبَا مُسْلِمٍ الخَوْلاَنِيَّ؟

قُلنا نعم، قال: إِذَا أَتَيْتموه، فَأَقْرِؤُوْهُ السَّلاَمَ، فَإِنَّا نَجِدُهُ فِي الكُتُبِ رَفِيْقَ عِيْسى ابن مريم، أَمَا إِنَّكُم لاَ تَجِدُوْنَهُ حَيًّا.

قَالَ: فَلَمَّا أَشْرفنا على الغوطة، بَلَغَنَا مَوْتُهُ.

قَالَ الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ: يَعْنِي سَمِعُوا ذَلِكَ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِأَرْضِ الرُّوْمِ.

وَقَدْ ورد أنَّ أَبَا مُسْلِمٍ مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل