البرهان: الانسحاب من الفاشر كان لتجنّب الدمار وسنقتصّ لأهالي المدينة

الثلاثاء 28 تشرين الأول , 2025 08:24 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

قال رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان،  إن قرار "مغادرة" الجيش لمدينة الفاشر جاء "بسبب ما تعرضت له من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين"، وذلك في أعقاب إعلان "قوات الدعم السريع" "بسط سيطرتها" على عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأوضح البرهان، في كلمة متلفزة بثّتها القوات المسلحة عبر "إكس"، أنّ "القيادة العسكرية في الفاشر، بما فيها لجنة الأمن، قدّرت أن مغادرة المدينة ضرورية بعد التدمير الممنهج والجرائم التي طاولت المدنيين"، مضيفاً أنّ القيادة وافقت على الانسحاب لتجنّب مزيد من الخسائر بين السكان.

وأكد البرهان أنّ ما جرى في الفاشر "محطة من محطات العمليات العسكرية التي فُرضت على الشعب السوداني"، مشدداً على أنّ "القوات المسلحة قادرة على قلب الطاولة وتحقيق النصر تلو النصر، لأنها مدعومة بالشعب وتقف معه كتفاً إلى كتف".

وأضاف: "نحن عازمون على تطهير البلاد من المرتزقة، والاقتصاص لكل شهدائنا ولأهل المدينة، وما جرى في الفاشر من جرائم هو انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن والأعراف الدولية، والعالم كله يشاهد ولا يحاسب".

وتوعّد رئيس مجلس السيادة بأن "الشعب السوداني سيحاسب المجرمين، وسيقتص لكل من لحقه الظلم من اليد الغادرة التي لا تنتمي إلى هذا الوطن"، مجدداً العهد بأنّ "القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والقوات المشتركة ستواصل القتال لاستعادة كل شبر من أرض الوطن".

وتأتي هذه الكلمة بعد إعلان قوات "الدعم السريع"، أمس الأحد، بسط سيطرتها على مدينة الفاشر،ما يعني السيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غرب البلاد.

وفي حال تأكد السقوط الكامل للفاشر، فإن ذلك يعني سيطرة "الدعم السريع" على جميع ولايات دارفور الخمس، ما يعمّق الانقسام الجغرافي والعسكري في السودان بين شرقٍ يخضع لسيطرة الجيش وغربٍ تحت سيطرة "قوات الدعم السريع".

مخاوف من التقسيم

وذكرت وكالة "رويترز" في وقت سابق أن المعارك في الفاشر من شأنها أن ترسخ تقسيماً جغرافياً للبلاد بين الفصائل العسكرية المتنافسة.

وأثار تقدم قوات "الدعم السريع" مخاوف من احتمال وقوع أعمال انتقامية ضد نحو 250 ألف شخص متبقين في الفاشر، ومن تصعيد القتال في أماكن أخرى من السودان.

وكان مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، قال في تصريح صحافي إن "سيطرة قوات الدعم السريع الكاملة على إقليم دارفور قد تكون لها عواقب خطيرة ومقلقة في المستقبل فيما يتعلق بالتقسيم". في حين قال محللون إن "قوات الدعم السريع، التي تخوض حرباً أهلية مع الجيش منذ أكثر من عامين ونصف، قد تستغل هذا الزخم لمحاولة استعادة الأرض في أماكن أخرى بالسودان".

وفي السياق، قال، آلان بوسويل، من مجموعة "الأزمات الدولية"، إنه "لم نرَ أي مؤشر على أن قيادة قوات الدعم السريع راضية عن غرب السودان فقط. لذا، طالما أنهم يتلقون إمدادات كافية لمواصلة المجهود الحربي، يبدو أنهم ما زالوا يواصلون تصعيد هذه الحرب".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل