قاليباف: حزب الله اليوم أكثر حيوية وتماسكاً من أي وقت مضى

الأربعاء 24 أيلول , 2025 01:29 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمد باقر قاليباف، أنّ عملية السابع من أكتوبر التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية لم تكن خطأ من الناحية الاستراتيجية، مشدداً على أنّ قرار تنفيذها كان حصراً بيد حركة حماس، من دون أن تكون إيران أو حزب الله على اطلاع بتفاصيلها.

وقال قاليباف في برنامج (قصة الحرب) عبر الإنترنت: «قبل إصدار أي حكم بشأن عملية 7 أكتوبر، علينا النظر إلى جذور القضية. فالشعب الفلسطيني أمة مغتصبة الأرض، ومقاومته حركة تحرر تحمل ثقافة إسلامية وقرآنية».

وأضاف: «أحياناً تُقدَّم هذه المجموعات في الرأي العام العالمي على أنها تنظيمات إرهابية، بينما الحقيقة أنّهم يقاتلون من أجل تحرير وطنهم».

وأوضح رئيس المجلس أنّه «في استراتيجية 7 أكتوبر لم يكن هناك خطأ، وشرعية المقاومة وحقانيتها قائمة دائماً. لكن هذا القرار اتخذته حماس بالكامل، والجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله لبنان لم يكونا على اطلاع على تفاصيل العملية؛ وهو ما أعلنه مراراً كل من قائد الثورة الإسلامية وسماحة السيد حسن نصرالله».

فشل مزاعم التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي

وأشار قاليباف إلى أنّ العملية أظهرت بوضوح عجز الاحتلال، قائلاً: «رغم ادعاء الكيان الصهيوني امتلاك اليد العليا استخبارياً وقدرته على إحباط أي تحرك قبل وقوعه، إلا أنّ حماس نجحت في تنفيذ عملية واسعة النطاق من دون علم هذا الكيان، وهو ما يثبت قوة المقاومة وفشل إسرائيل».

نفي شائعة «المؤامرة الإسرائيلية»

كما رفض رئيس البرلمان الإيراني المزاعم التي تقول إن عملية 7 أكتوبر كانت بتخطيط إسرائيلي، مضيفاً: «لو كانت العملية مسرحية من صنع إسرائيل، لتمكّن الاحتلال خلال أشهر قليلة من القضاء على حماس وتحرير الأسرى. لكن بعد مرور عامين ما زال عاجزاً، ما يبرهن بطلان هذه الادعاءات».

منطق القوة في مواجهة قوة المنطق

وشدد قاليباف على اختلاف جوهري بين إيران وأعدائها: «قوتنا مستمدة من المنطق القائم على القرآن والثقافة الإسلامية – الإيرانية، في حين أن منطق أميركا والكيان الصهيوني يقوم على القوة والهيمنة. وبفضل هذا المنطق المتين نقف بوجه أطماعهم».

صراع وجودي مع العدو

واعتبر رئيس مجلس الشورى أنّ المواجهة مع الأعداء ذات طابع وجودي، قائلاً: «العدو لا يعارض فقط الجمهورية الإسلامية، بل يعادي إيران بشعبها البالغ 90 مليوناً، بموقعها الجيوسياسي وثقافتها العريقة. إنهم لا يريدون رؤية إيران قوية وفاعلة بنظامها الإسلامي في المنطقة».

الدعم للمقاومة لا يعني التدخل في قراراتها

وأوضح قاليباف أن طهران لا تتدخل في قرارات حزب الله وحماس، قائلاً إنّهما يتخذان قراراتهما على ضوء الظروف السياسية والعملياتية الخاصة بهما، فيما تقدم إيران دعماً لقراراتهما في إطار الدفاع عن الأرض والقضايا الإسلامية.

حزب الله — أكثر حيوية من أي وقت مضى

وأشار قاليباف إلى زيارته الأخيرة إلى لبنان بعد الأحداث الأليمة، مؤكداً أنّه وجد حزب الله أَكثَر حيويةً وتصميماً من قبل. أقرّ بأنّ للحرب صعوداً وهبوطاً، مستدلاً بتجربة إيران في عمليات كربلاء (التي شهدت فشلاً في كربلاء 4 وانتصاراً لاحقاً في كربلاء 5)، ورأى أن حزب الله ما زال قوياً.

لماذا يخشى العدو حزب الله؟

تساءل رئيس البرلمان قائلاً إن استمرار وجود ممثلين أمريكيين في لبنان ومحاولاتهم تجريد حزب الله من السلاح دليل على أنّه لو كان حزب الله مهزومًا لما سعى العدو لهذه الخطوات، معتبرًا أن ذلك دليل على قوة وتأثير المقاومة.

تحدث قاليباف عن وضع المقاومة إزاء الكيان الصهيوني ودور حزب الله ورد فعل إيران على هجمات العدو، مؤكداً قوة وتماسك حزب الله وموضحاً سبب سفره إلى لبنان في ظل حالة الحرب، ومشيراً إلى أنّ إيران فوجئت بطريقة هجمة العدو الأخيرة.

وقال قاليباف إن حزب الله اليوم «أقوى وأثبت تماسكاً» على المستويات المادية والمعنوية والإيمانية والقدرات العملياتية. وأضاف أن الكيان الصهيوني، رغم كل قوته الجوية والمسيرة والقوات البرية، شن هجمات بعد استشهاد السيد حسن نصرالله لكنه لم يتمكن من تحقيق تقدّم ميداني.

نداء لمواجهة حاسمة مع الكيان

وشدد رئيس البرلمان على لزوم مواجهة قاطعة مع الكيان الصهيوني، قائلاً إن إظهار الرحمة له يعني ظلمًا للبشرية. وأضاف: لو كان في مكان حزب الله لقاتل حتى عمق 100 إلى 200 كيلومتر ضد هذا الكيان.

الغارة المفاجئة على إيران — عنصر المفاجأة في الشكل لا في الجوهر

أوضح قاليباف أنّ طهران كانت تتوقع هجومًا لكنّها فُوجئت بطريقة تنفيذه؛ فقد استهدف العدو راداراتنا، واستشهد عدد من القادة الكبار، من بينهم رئيس الأركان العامة، وقائد مقر خاتم، وقائد القوة الجوية الفضائية، وقائد القوات الصاروخية — وهو أمر اعتبره ضعفًا يجب التحقيق فيه.

مع ذلك، أشار إلى تدخل قائد الثورة بنفسه في غرفة القيادة كما حدث في زمن الدفاع المقدس، وقيادته للعملية، مؤكداً أنّ صواريخ إيران أُطلقت في ذات الليلة وأن العدو في نهاية المطاف طلب وقف القتال.

القرار الشخصي والسفر إلى لبنان

وقال قاليباف إنه اعتبر أن حضوره إلى لبنان ضروريًا قبل سفره إلى طاجيكستان، وإن قراره كان شخصيًا بعد مشاورات وموافقة قائد الثورة، الذي أكد على ضرورة مراعاة الاعتبارات الأمنية. وأضاف أنّه سافر إلى جنوب لبنان وهو بين ألسنة النار والدخان ليُظهر دعمه للمقاتلين والمقاومة.

الصمود في الجولان دفاع عن الأمن القومي الإيراني

تحدث رئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمد باقر قاليباف، عن خلفيات زيارته الأخيرة إلى لبنان عقب استشهاد السيد حسن نصرالله وحادثة أجهزة النداء (البيجر)، مؤكداً أنّ دعم إيران لفصائل المقاومة يأتي في إطار حماية الأمن القومي ومنع تمدد الكيان الصهيوني حتى حدود إيران.

دعم المقاومة ومنع تمدد العدو

قال قاليباف إنّ مساندة إيران لحركات المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله تمثل «دفاعاً عن الأمن القومي والمصالح الوطنية»، موضحاً أنّه «بعد عملية وعده صادق 3، يدرك العدو أنه إذا لم نثبت أقدامنا في الجولان، فسيتقدم حتى جلولا في كردستان العراق، على بُعد 30 كيلومتراً فقط من حدود إيران».

وأضاف أنّ حماية العالم الإسلامي وأمن المنطقة وحقوق الإنسان تحتم على إيران دعم المقاومة في مواجهة الاحتلال.

زيارة لبنان – رسالة تضامن

وأشار رئيس البرلمان إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي، بعد حادثة البيجر واستشهاد نصرالله، حاول الترويج لفكرة أنّ أحداً لا يجرؤ على دخول لبنان، لكن «الشعب اللبناني كان يتوقع أن يقف مسؤول ما بجانبه في أيام المحنة».

وأوضح أنّه بعد التنسيق مع قائد الثورة، اتخذ قرار السفر إلى لبنان، مضيفاً: «هذه الحرب، شأنها شأن الدفاع المقدس، حرب شعبية قائمة على القيم والمبادئ الإلهية، وهي معركة بين الحق والباطل».

لقاء المقاتلين على الجبهة

وأكد قاليباف أنّه خلال زيارته للبنان التقى المقاتلين في الخطوط الأمامية، واطّلع على التقارير الميدانية، وقدم المشورة بشأن التطورات الأخيرة.

أسباب تأخر «الوعد الصادق 2»

وفي معرض حديثه عن العمليات العسكرية، أوضح رئيس مجلس الشورى أنّ تأخر تنفيذ «الوعد الصادق 2» ارتبط بعوامل تقنية وتكتيكية، مشدداً على أنّ «العجلة في التنفيذ قبل معالجة نقاط الضعف كان سيؤدي إلى تكرار الأخطاء».

وقال: «لقد نفذنا الوعد الصادق 1 ووجدنا بعض الثغرات بعد ذلك. ولو أننا أطلقنا الوعد الصادق 2 من دون إصلاحها، لسألنا أبناء الشعب الإيراني لماذا لم تستفيدوا من تجاربكم السابقة».

وأضاف أنّ هذا التأخير كان مرتبطاً بجانبي التخطيط والفني، مؤكداً أنّ إيران عملت على منع تكرار المشاكل التي ظهرت سابقاً في بعض الصواريخ مثلما حدث مع البيجر.

وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي: ادعاءات "إسرائيل" بتدمير ٥٠٪ من منصات إطلاق الصواريخ خلال حرب الـ ١٢ يوماً هي "هراء محض"


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل