الثبات ـ دولي
مهما كانت دوافع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، من وراء قوله لمحاوره في قناة "فوكس نيوز" الامريكية قبل ايام :" ان الحرب بين ايران و اسرائيل لم تنته بعد"، فان ايران لا تعتني كثيرا بتلك الدوافع، ان كانت دعوة صريحة للحرب، او حرب نفسية، ففي جميع الاحوال ان ايران على اهبة الاستعداد لرد الصاع صاعين على اي مغامرة حمقاء يقدم عليها هذا الثنائي، بعد ان تعلمت الدرس جيدا من حرب الـ12 يوما والتي كانت غادرة وجبانة بكل ما للكلمتين من معنى.
ايران لم ولن تكن تثق يوما بامريكا، ولكنها لم تكن تتصور ان تنحدر دولة تعتبر نفسها "عظمى" الى هذا الدرك من الغدر والجبن والضعف والخسة، عندما تتواطأ مع كيان ارهابي مثل الكيان الاسرائيلي، على العدوان المشترك على دولة، كانت تجري معها مفاوضات معها، وحددت موعد الاجتماع القادم لجولة المفاوضات السادسة، ولكن قبل يوم او يومين من الموعد، في الوقت الذي كانت الوفود تتحضر للاجتماع، فاذا بترامب يصدر الاوامر بشن العدوان على ايران، فمن الصعب جدا تصور خسة وجبن ونذالة وحقارة هذه "الدولة العظمى".
ترامب يعتقد ان تصريحه سيثير الهلع في ايران، ولكن الذي حدث جاء على العكس تماما، فلم تمر على تصريحه سوى ساعات حتى ردت ايران ومن قبل اكثر من مسؤول، بانها لن تؤخذ هذه المرة على حين غرة، وسوف تكون بالمرصاد لامريكا وذيلها القذر "اسرائيل". وكان مستشار القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء يحيى رحيم صفوي، صريحا للغاية عندما احتمل أن تقع حرب جديدة، واكد ان إيران ليست في وقف لإطلاق النار بل في "مرحلة حرب"، مشيرا إلى أن أي تهدئة قد تنهار في أي لحظة، فليس هناك اي بروتوكول او اتفاقية كتبت بيننا وبين الإسرائيليين، ولا بيننا وبين الأميركيين. موضحا أن واشنطن و"تل أبيب" تعتقدان أن السلام يُصنع بالقوة، الأمر الذي يستدعي أن تكون إيران قوية على مستوى المنطقة والعالم.
هذا التصريح يؤكد ان ايران اعدت العدة لكل شيء، فالعسكريون كما قال صفوي، يضعون السيناريوهات وفق أسوأ الاحتمالات، ويعدون الخطط لمواجهة أسوأ السيناريوهات، فأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، وأن الاستعداد للحرب هو الطريق الأمثل لضمان السلام.
في ردود الفعل الايرانية على تهديدات ترامب ونتنياهو وباقي عصابة الارهاب، هناك عبارات لافتة تكررت في بيان حرس الثورة والقوات المسلحة الايرانية وهي عبارة انه في حال ارتكب الثنائي الامريكي الاسرائيلي اي حماية فان سياسة ضبط النفس التي اعتمدتها ايران خلال حرب الـ12 يوما لن تتكرر، وسيشهد العالم وخلال فترة قصيرة جدا ما لا يستطيع هذا الثنائي على تحمله او اخفائه، فاعداء ايران سيشاهدون ويتلمسون مفاجآت وإجراءات جديدة أشد وطأة وتدميرا من ذي قبل
ايران اتخذت استعدادات غير مسبوقة لمواجهة والرد بعنف غير مسبوق على اي عدوان امريكي اسرائيلي، مستفيدة من تجربة حرب الـ12 يوما، التي شهدت اختراقا امريكيا اسرائيليا للداخل الايراني، حيث تم القضاء على مئات الخلايا التجسسية واعتقال الاف العملاء، وهي نقاط ضعف تم معالحتها بسرعة قياسية، ومازالت عمليات جز روؤس العملاء جارية على قدم وساق.
حرب الـ12 يوما رغم انها كانت غادرة وجبانة، الا انها وحدت الايرانيين وخلقت انسجاما وطنيا، اعاد للاذهان الانسحام الذي ساد ايران خلال الحرب الصدامية المفروضة على ايران، حتى وصل الامر بترامب ان يعترف: إن الأيام الأخيرة في الحرب كانت جحيما علينا وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
ترى ماذا سيكون حال الثنائي الامريكي الاسرائيلي هذه المرة اذا ما فكر بتنفيذ تهديداته، وايران على استعداد كامل للتصدي للعدوان وتكبيد المعتدين خسائرة فادحة لا خلال ايام بل ساعات .