الثبات ـ عربي
قال النائب الأردني معتز الهروط إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة حول ما يُسمى بـ”إسرائيل الكبرى” ليست مجرد زلة لسان، بل تُعد إعلانًا صريحًا وواضحًا عن مشروع استعماري إحلالي يهدف إلى ابتلاع الأرض الفلسطينية، وأجزاء من دولنا العربية ، من بينها الأردن ولبنان وسورية ومصر.
وأكد الهروط في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، أن هذا المشروع التوسعي ليس جديدًا، بل هو امتداد لفكر استعماري بدأ مع احتلال فلسطين، ويواصل تمدده اليوم تحت غطاء القوة العسكرية والدعم الدولي، وسط صمت رسمي دولي مريب.
وشدد على أن القضية الفلسطينية لم تكن يومًا قضية حدود أو نزاع مؤقت، بل هي قضية هوية ووجود، معتبرًا أن المساس بها هو مساس مباشر بكل الأمة العربية والإسلامية، وليس فقط بالشعب الفلسطيني.
ودعا الهروط إلى موقف عربي موحّد يتجاوز التصريحات التقليدية، ويرتقي إلى مستوى التهديد الوجودي الذي تمثله هذه السياسات الإسرائيلية، مؤكدًا أن مواجهة هذا المشروع تحتاج إلى إرادة سياسية وشعبية لا تعرف التنازل.
وطالب بتحرك سياسي عربي ودولي عاجل لمواجهة المشروع التوسعي في المحافل الإقليمية والدولية، إلى جانب تفعيل أدوات الضغط الاقتصادي ووقف أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال، ودعم المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها المشروعة سياسيًا وإعلاميًا وميدانيًا، فضلًا عن توحيد الصف العربي في وجه أي محاولة للمساس بسيادة الدول العربية أو تغيير حدودها.
وختم الهروط بالتأكيد على أن الصمت تجاه هذه السياسات لم يعد خيارًا، وأن حماية فلسطين هي حماية للأمن القومي العربي ولوجود الأمة وهويتها التاريخي. وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد صرح في مقابلة مع قناة "آي 24" إنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية" وأنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى".
وحين سئل نتنياهو أثناء المقابلة عما إذا كان يشعر بأنه "في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي" أجاب بأنه "في مهمة أجيال".
وأشار إلى أن "هناك أجيال من اليهود حلموا بالمجيء إلى هنا، وأجيال ستأتي بعدنا".
وأوضحت القناة أن رؤية "إسرائيل الكبرى"، تشمل مناطق مخصصة لدولة فلسطينية مستقبلا ومناطق تُعد جزءًا من الأردن ومصر.
وأضاف: "لذلك إذا كنت تسألني عما إذا كان لدي شعور بالمهمة تاريخيا وروحيا، فالجواب هو نعم".
يُذكر أن مصطلح «إسرائيل الكبرى» استُخدم بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967 للإشارة إلى المناطق التي تحتلها "إسرائيل" واحتلها حديثا بما في ذلك شرق القدس والضفة الغربية، قطاع غزة، شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان، كما استخدمه بعض الصهاينة الأوائل، ومن بينهم زئيف جابوتنسكي، مؤسس حزب الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو، للإشارة إلى الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها "إسرائيل" وغزة والضفة الغربية والأردن.