الثبات ـ عربي
يكشف هبوط طائرة قادمة من الأراضي المحتلة في دمشق مسار تطبيع مباشر بين إدارة الجولاني والاحتلال، عبر قنوات سياسية وأمنية تمهّد لاتفاقات علنية.
في سابقة هي الأولى من نوعها، حطّت طائرة كانت تقلّ عضو الكونغرس الأميركي، إبراهيم حمادة، قادمة من القدس المحتلة، في مطار دمشق الدولي، حيث أجرى حمادة سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الإدارة السورية الجديدة، على رأسهم (الجولاني) رئيس المرحلة الانتقالية، ووزير الخارجية أسعد الشيباني.
عضو الكونغرس إبراهيم حمادة يلتقي مسؤول الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية قتيبة أدلبي ووزير المالية محمد يسر برنية وعضو إدارة «مجلس الأعمال الأميركي السوري» جهاد سلقيني (من الويب)
ونشر حمادة، الذي يتحدّر من أصول سورية لأب مسلم وأم درزية، وكان ضابط استخبارات في الجيش الأميركي، ويُعتبر من أكبر المؤيّدين للكيان الإسرائيلي، ويصف نفسه بأنه أحد أكبر الداعمين لاتفاقيات «آبراهام» للتطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، عبر موقعه الرسمي، نبأ زيارته إلى سوريا.
وأكّد حمادة أن سفره من القدس المحتلة إلى دمشق مباشرة يُعتبر «أمراً غير مسبوق»، واصفاً الخطوة بأنها «تاريخية»، ولافتاً إلى أنه ناقش مع الشرع الحاجة إلى إنشاء ممر إنساني آمن لتسليم المساعدات الطبية والإنسانية إلى السويداء بشكل آمن، والحاجة إلى أن تطبّع سوريا العلاقات مع كيان "إسرائيل" وتنضم إلى اتفاقيات «آبراهام».
وخلال زيارته إلى الأراضي المحتلة، التقى حمادة الزعيم الروحي لطائفة الموحّدين الدروز، موفّق طريف، الذي لعب دوراً محورياً في فتح قنوات التواصل بين دروز السويداء وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تتدخل الأخيرة في سوريا بذريعة «حماية الدروز»، وتتمكّن من فرض حالة شبيهة بالحكم الذاتي في السويداء.
ويُنظر إلى زيارة حمادة، باعتبارها قناة تواصل جديدة بين إدارة الجولاني وكيان "إسرائيل"، بعد بروز جملة من قنوات التواصل المباشر وغير المباشر، آخرها اللقاء الذي جمع الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في العاصمة الفرنسية باريس، الشهر الماضي، في إطار محاولة التوصّل إلى اتفاقات أمنية تفتح الباب أمام تطبيع العلاقات بين الطرفين.
كما يفتح سفره المباشر من الأراضي المحتلة إلى دمشق، الباب على مصراعيه أمام زيارات عديدة مماثلة، مع تأكيد الإدارة السورية المستمر عدم وجود أي عداء بينها وبين كسان "إسرائيل" المحتل الغاصب لفلسطين، وسعيها للتوصل إلى اتفاق معها.