الثبات ـ فلسطين
أكدت فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع، استمرار تفاقم أزمة المجاعة بشكل كارثي، مع تزايد مظاهر الانهيار الإنساني وتهديد حياة مئات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن بالموت جوعاً بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر الذي يمنع دخول المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.
وأوضحت الفصائل، في بيان صحافي، أن الاحتلال سمح مؤخراً بدخول عشرات الشاحنات فقط من المساعدات، إلا أن هذه الخطوة لم تُسهم بشكل فعّال في تخفيف الأزمة، بسبب منع الاحتلال لفرق تأمين المساعدات من الوصول إليها، ما عرضها للنهب في ظل حالة الفوضى، مما زاد من تعقيد المشهد الإنساني وحرمان المستحقين من الدعم.
وأشار البيان إلى أن ما يُعرف بـ"الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات" باتت فخاً يحصد أرواح آلاف المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إليها، في ظل غياب إشراف أممي محايد وآمن، معتبراً إعلان الولايات المتحدة عن توزيع 100 مليون وجبة مجرد دعاية مضللة لا تغطي إلا أقل من ثلاثة أسابيع من الاحتياجات الفعلية لسكان القطاع.
وأكدت الفصائل أن قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن ألف شاحنة مساعدات يومياً كمرحلة أولى عاجلة، يليها تزويد يومي لا يقل عن 600 شاحنة لتجنب تفاقم المجاعة بشكل مستدام.
وطالبت الفصائل في بيانها الأمم المتحدة وأمينها العام بتحمل مسؤولياتهم والإعلان رسمياً عن دخول غزة مرحلة المجاعة، وعدم السماح لأي أسباب لوجستية بتأخير هذا الإعلان. كما دعت المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل لمعالجة انهيار القطاع الصحي وتوفير المستلزمات الطبية الضرورية.
ودعت الفصائل الدول والشعوب العربية إلى القيام بواجبها القومي والإنساني عبر التحرك الجدي لوقف العدوان وكسر الحصار، مؤكدة رفضها لمسرحيات الإنزال الجوي التي تستخدمها إسرائيل لتغطية الحصار والمجاعة الحقيقية.
كما طالبت الشعب المصري الشقيق بالضغط الشعبي وقيادة الجماهير نحو معبر رفح للمطالبة بفتحه فوراً لإدخال المساعدات وكسر الحصار، ودعت شعوب العالم الحر إلى تنظيم تظاهرات واسعة أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية والمؤسسات الدولية للضغط على الجهات المعنية لوقف العدوان ورفع الحصار.
واختتمت فصائل العمل الوطني والإسلامي بيانها بالتأكيد على أن اللحظة الراهنة تمثل مفصلاً تاريخياً يتطلب موقفاً أخلاقياً وإنسانياً عاجلاً من جميع الأحرار، مشددة على أن الموت جوعاً جريمة لا تغتفر وأن التاريخ لن يصفح عن من صمتوا عنها.