الثبات ـ دولي
حذر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الأعداء وقال: "نعاهد الشهداء على مواصلة مسيرتهم واى عدوان جديد، سيواجه ردا حاسمًا ومختلفًا عن الماضي".
وأكد اللواء عبد الرحيم موسوي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، صباح الخميس، خلال مراسم إحياء ذكرى أربعين شهداء إيران خلال الحرب العدوانية الاسرائيلية على ايران، على مكانة هؤلاء الشهداء العالية، معتبرًا إياهم ركائز أمن إيران الراسخة اليوم وغدا.
وقال اللواء موسوي: إن ذكرى استشهاد هؤلاء الأطفال، بحماسة الشعب الإيراني، من رضع وأطفال إلى علماء ومنقذين وصحفيين وأطباء وقادة وفئات أخرى، تتزامن مع ذكرى أربعين سيد الشهداء، سيدنا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، مما يدل على استمرار ثقافة عاشوراء في تاريخ هذه الأمة.
وأكد رئيس أركان القوات المسلحة أنه على الرغم من أن استشهاد هؤلاء الأعزاء كان بمثابة صدمة مريرة، إلا أنه بفضل دعاء امام العصر(عليه السلام)، وتوجيهات قائد الثورة الحكيم، وقيادة الشعب الإيراني، فُتح فصل جديد من الريادة والتقدم العلمي والتماسك الاجتماعي في البلاد. وأضاف: "لقد رأى العالم بأم عينيه خلال هذه الأيام أن إيران لا تُقهر، لأن هذه الأمة مستلهمة من ثقافة التضحية والإيمان بالوعد الإلهي".
في تكريمه للعلماء والقادة الميدانيين والشعب الذي صمد في وجه الهجمات العنيفة، أكد اللواء موسوي: إن الجمع بين الحماس الوطني والمعرفة والشجاعة والصمود والروحانية ليس رادعًا فحسب، بل يمهد الطريق أيضًا لتقدم إيران الإسلامية وتفوقها.
وقال: "في عصر التهديدات، أثبت الشهداء، من خلال تفضيلهم مسؤوليتهم التاريخية على المصالح الشخصية، أن هذه الأمة قادرة على توليد القوة في أصعب المجالات، ورسالتهم هي مواصلة طريق الشرف والاستقلال والحضارة الإيرانية الإسلامية الجديدة".
واستكمل رئيس أركان القوات المسلحة كلمته، مؤكدًا أن استشهاد هذه الشخصيات القيّمة من العائلات والشباب والطلاب والرياضيين والعلماء والقادة أظهر أن أعداء الجمهورية الإسلامية يخشون بشدة الأسس الجوهرية للبلاد، ألا وهي الأسرة وجيل المستقبل في إيران.
وقال: إن استشهاد هؤلاء الأعزاء جعل قبضة إيران الإسلامية أقوى، والوحدة الوطنية أقوى، وصوت مقاومة الأمة أعلى. اليوم، اجتمع الجميع تحت راية الجمهورية الإسلامية الإيرانية المقدسة، ليرى العالم صورة جديدة لأمة عظيمة وصامدة.
وأكد اللواء موسوي أن الشعب الإيراني يقاتل الأعداء على جبهات مختلفة اليوم، قائلاً: يجب أن نكون مستعدين لجميع المجالات؛ العسكرية، والمعرفية، والإعلامية، والثقافية، والاقتصادية. في هذا المسار، ندرك جميعًا مشاكل الشعب، ونعلم أن لدى السلطات مهمة جسيمة تتعلق بمعيشة الأمة وسلامتها. لكن يجب أن نكون يقظين، فقد استهدف العدو وحدتنا وروحنا الوطنية بحرب مشتركة.
وفي إشارة إلى دور الكيان الصهيوني في الأحداث الأخيرة، أضاف رئيس أركان القوات المسلحة: "لقد أظهرت الأحداث الأخيرة بوضوح أن ادعاءات هذا الكيان الباطلة لا قيمة لها، وأن هدفه الرئيسي هو جر إيران نحو الفوضى والحرب. لكن الأعداء لا يعلمون أنه إذا وطأت أقدام معتدٍ هذه الأرض، فإن الإيرانيين، بغض النظر عن أيديولوجيتهم أو معتقداتهم، سيقفون صفًا واحدًا في وجههم".
في جانب آخر من خطابه، اعتبر رئيس أركان القوات المسلحة الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على قدم المساواة مع الكيان الصهيوني في الجرائم، وقال: "لا مستقبل للنظام الصهيوني قاتل الأطفال. ما يُظهره ليس سوى علامة على القلق والانهيار. هذا النظام أشبه بسيارة معطلة الفرامل، تتجه بلا هدف نحو الانهيار. نستغرب من الدول التي ربطت مستقبلها بمثل هذا الكيان".
وحذر الحكومات الأمريكية والغربية قائلاً: "أسأل حكماء أمريكا: هل تريدون حقًا التضحية بمصير بلدكم وأجيالكم القادمة لإنقاذ نتنياهو؟ لن ينسى الشعب الإيراني جراح خيانة أمريكا وجرائمها، وستصرخ الأجيال القادمة عاليًا مطالبةً بالانتقام لظلم هذه الأمة".
تحدث اللواء موسوي بفخر عن الجيل الجديد من أبناء المقاومة، قائلاً: "سمع أطفالنا ومراهقونا دوي قنابلكم، وسيصم صداه آذانكم يومًا ما. ستربي بنات هذه الأرض، بدموع الأمهات الشهيدات، أطفالًا يمحون ابتسامات الأعداء القبيحة. المستقبل لأمتنا، والظالمون محكوم عليهم بالسقوط أمام إيمان هذا الشعب".
أكد رئيس أركان القوات المسلحة، في إشارة إلى جرائم الكيان الصهيوني في غزة، قائلاً: "اليوم نتحدث عن زهور التوليب التي إن سقطت أرضًا صباحًا، ستعود خضراء غدًا".
وفي إشارة إلى الظلم ضد الشهداء الفلسطينيين وشعب غزة، خاطب اللواء موسوي أنصار الكيان الصهيوني قائلاً: "هل يظن مؤيدو هذا الكيان القاتل أن دماء أطفال غزة البريئة ستبقى بلا عقاب؟ هل صمتت أعينهم وآذانهم وقلوبهم، وتركوا الدين والعقيدة والضمير والقانون؟".
وأضاف، مستندًا إلى تجربة التاريخ: أي طاغية في التاريخ دفن نفسه دون انتقام؟ والله، إن بحر دماء أطفال غزة المظلومين سيغرق أعداء الإنسانية، ويومها لن ينجو من نار الانتقام ليس المجرمين فحسب، بل حتى الصامتين.
وأشاد اللواء موسوي بالشعب الإيراني، قائلاً: في هذه المعركة المعقدة للحرب الهجينة، أنتم، أيها الشعب الإيراني، أركان السلطة الوطنية. صبركم ووحدتكم وتعاطفكم وصمودكم هي مفاتيح التغلب على الأزمات. منازلكم هي الخطوط الأمامية لجبهة المقاومة، وكل أسرة إيرانية حصن منيع ضد غزو العدو.
وفي إشارة إلى القدرات العسكرية والدفاعية للبلاد، قال: إن قوة الردع للجمهورية الإسلامية الإيرانية كاملة، وكما قال قائد الثورة، فإن أيدي الشعب الإيراني اقوى في التفاوض والدفاع.
حذّر اللواء موسوي من أنه في حال أي عدوان جديد، سيكون رد إيران حاسمًا وساحقًا ومختلفًا عن الماضي.
وأكد رئيس أركان القوات المسلحة، أن رسالة إيران للمنطقة هي السلام والاستقرار، مؤكدًا: أن إيران عازمة على إرساء أمن مستدام بالتعاون مع دول المنطقة، ولن تسمح للكيان الصهيوني بتحقيق أهدافه التوسعية من خلال الفتنة.
واعتبر التماسك الوطني هبة إلهية، وأضاف: "هذا التضامن رصيد لا يُعوّض، ويجب تعزيزه يومًا بعد يوم. ورغم كل الصعوبات، لن تسمح الأمة الإيرانية العظيمة للأعداء بالاعتداء على هويتها الإيرانية والإسلامية".
وفي الختام، استذكر اللواء موسوي ذكرى شهداء الدفاع المقدس، وشهداء المقاومة، والقادة الشجعان، والعلماء الملتزمين، وجميع شهداء إيران الإسلامية الأبرار، وقال: "إننا نعاهدهم على مواصلة مسيرتهم بقوة مضاعفة".