الثبات ـ دولي
اكد وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، بان الشعب الإيراني احبط مخططات الكيان الصهيوني في حرب الـ 12 يومًا.
وخلال حضوره اليوم الاثنين المؤتمر الصحفي للمتحدث باسم الخارجية اسماعيل بقائي قال عراقجي: "أولًا وقبل كل شيء، أعتبر من واجبي تكريم ذكرى جميع الشهداء؛ شهداء الثورة الإسلامية، وشهداء الدفاع المقدس (1980-1988)، وجميع الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن هذه الحدود والوطن منذ البداية وحتى اليوم، وخاصة شهداء الصحفيين، وشهداء الحرب الجبانة والعدوانية التي استمرت ١٢ يومًا.
واضاف وزيرالخارجية: ستكون هذه الحرب بلا شك إحدى المحطات الخالدة التي لا تُنسى في تاريخ إيران المعاصر، حرب شنّ فيها الكيان الصهيوني المجرم، بدعم وتعاون قوى كبرى وغيرها، عدوانًا مفتوحًا على جمهورية إيران الإسلامية، آملًا في تحقيق أهدافه بهجوم مباغت وفي وقت قصير. لكن الشعب الإيراني أثبت مجددًا أنه أكثر رسوخًا وثباتًا من أن تقتلعه رياح أو حتى عواصف. لهذا الشعب جذورٌ تمتد لآلاف السنين؛ جذورٌ تزداد قوةً يومًا بعد يوم في تراب هذه الأرض بالتضحية والصمود والإيمان.
وتابع وزير الخارجية: لعب الصحفيون والإعلاميون دورًا مميزًا ومتألقًا للغاية. شهدنا العديد من المشاهد التي لا تُنسى لحضورهم المهني والإيجابي في هذا المجال. قارن العديد من المراقبين الدوليين هذا الحضور بأداء الصحفيين في أنحاء أخرى من العالم، الذين يفضلون مغادرة المشهد عند مواجهة أول بادرة خطر. لكن الصحفيين الإيرانيين، سواء في ميدان العمل، أو خلف مكاتبهم، وقفوا بشجاعة، ينقلون الأحداث لحظة بلحظة، وأصبحوا جزءًا من هذه المقاومة والخلود التاريخي. وعلى طول الطريق، قدموا أيضًا شهداء ستبقى أسماؤهم خالدة في الذاكرة الجماعية للشعب الإيراني. أحد هؤلاء الشهداء هو الشهيد رجب بور، الذي تتواجد عائلته الكريمة معنا اليوم ونفتخر بها.
وأضاف عراقجي: "يوم الصحفي سمي تخليدًا لذكرى الشهيد محمود صارمي، الذي استشهد في حادثة مزار شريف المأساوية، مع مجموعة من دبلوماسيي بلادنا. شكّلت هذه الحادثة نقطة تحول في التداخل بين مجالي الدبلوماسية والإعلام. وكما أكدتُ مرارًا، فإن مجالي الدبلوماسية والإعلام مجالان متكاملان ومترافقان. في مزار شريف، وقف الدبلوماسيون والصحفيون جنبًا إلى جنب، وبذلوا حياتهم في سبيل أداء رسالتهم. وبالطبع، كان الصحفيون اكثر شطارة منا بتسجيل هذا اليوم باسمهم، ولا يزال التقويم الرسمي لا يتضمن يوما للدبلوماسي وهو ما ينبغي أن نفكر فيه. لكن في الواقع، لا فرق بيننا؛ فالصحفيون والدبلوماسيون رفقاء في جميع المجالات.
وأضاف عراقجي: لطالما قلتُ إن عمل الصحفيين ربما يكون أصعب من عملنا. ندخل الاجتماعات الرسمية، لكن الصحفيين ينتظرون لساعات خلف الباب، على أمل أن يتمكنوا بعد انتهاء الاجتماع من الحصول على مقابلة أو نشر خبر. في كثير من الأحيان، لم نقرر أنا وزملائي التحدث، واضطررنا للمرور أمام الصحفيين دون إجابة، وهي لحظات كانت صعبة للغاية بالنسبة لي، لأنني كنت أعرف مدى صبرهم في تلك اللحظة. مهمة الصحفي هي أن يروي الحدث؛ لنقل واقع الميدان. تعلمون جميعًا جيدًا أن حرب السرديات في عصرنا أحيانًا تكون أصعب وأكثر حسمًا من الحرب نفسها. في كثير من الأحيان، لا يهم من ينتصر في الحرب العسكرية؛ المهم هو كسب حرب السرديات. هذه مهمة هامة أُلقيت على عاتق الصحفيين: تقديم السردية الصحيحة والصادقة وفي الوقت المناسب. أؤكد مجددًا أن من يقدم السردية أولاً غالبًا ما يكون الرابح في هذا الميدان. هذه المسؤولية تقع على عاتقكم. نحن نعلم هذه الحقيقة ونُقر بها، ونُقدر بصدق جهودكم وصعوباتكم وأهمية مهمتكم.
وقال وزير الخارجية: أتمنى لكم جميعًا التوفيق والنجاح أيها الأعزاء في هذا المجال المهم والصعب والمعقد للغاية. كما أرى من الضروري أن أتقدم بالشكر الجزيل للصحفيين الأجانب الحاضرين في هذا اللقاء على حضورهم في وزارة الخارجية ومشاركتهم في هذا المؤتمر الصحفي. مرة أخرى، أود أن أعرب عن امتناني لعائلة الشهيد رجب بور الموقرة؛ فحضورهم في هذا الحفل مصدر إلهام وشرفٌ لنا وتذكيرٌ بقيم التضحية والتفاني السامية. كما أُعرب عن امتناني لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية التي بذلت جهودًا مشكورة خلال حرب الاثني عشر يومًا الجبانة. صمدتَ في وجه القصف، وارتقى شهداء لها، لكن قنواتها لم تنقطع ولو للحظة. هذا الصمود في الصفوف الأمامية للإعلام يستحق الاحترام والتقدير.
وتابع: "نتقدم بالشكر الجزيل لزملائنا في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، صحفيين ومديرين، الذين حافظوا على حيوية الإعلام الوطني في أصعب الظروف، تحت وابل القنابل والصواريخ، ومنعوا العدو من تحقيق هدفه. يوم استهدفوا صوت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقصفوا هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ظنوا أن صوت الشعب سيُسكت؛ لكن هذا الصوت لم يصمت لحظة. بل على العكس، رُسمت مشاهد ليس لم يُسكت فيها صوت المقاومة فحسب، بل أصبح مصدر فخر واعتزاز لكل إيراني. هذا الاستقرار ثروة عظيمة لشعبنا".