رضائي: اسقطنا 80 طائرة مسيرة صهيونية ولدينا حطام 32 طائرة منها

الأربعاء 09 تموز , 2025 07:56 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

أكد اللواء محسن رضائي، القائد الاسبق للحرس الثوري ، اسقاط 80 طائرة مسيرة للكيان الصهيوني خلال العدوان الاخير، وان حطام 32 طائرة منها بحوزة ايران الآن ، بما في ذلك طائرات من نوع (هيرمس) و(هيرمون) المتطورة جدًا.

وتحدث اللواء محسن رضائي، في مقابلة خاصة مع التلفزيون الايراني، مساء الثلاثاء ، عن أبعاد الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا ومزاعم وسائل الاعلام الاميركية والصهيونية وقال: "قبل أن نُقيّم حرب الاثني عشر يومًا، يجب أن أقول إن الدعاية التي شنّوها كانت نتيجة ضغط شعبي؛ سواء في الأراضي المحتلة، أو في المجتمع الأميركي، أو على الصعيد الدولي. لقد هُزمت إسرائيل واميركا. وصل الضغط إلى حدّ مهاجمة ترامب لبعض وسائل الإعلام الدولية مثل سي إن إن، قائلاً: "أنتم تكذبون، لقد انتصرنا".

وتابع رضائي: "لهذه الدعاية أهدافٌ عدة: أولًا، إثارة الشك في الرأي العام واختلاق قصصٍ للتشكيك في انتصار إيران. ثانيًا، يبدو أن ترامب عندما قال إن القضايا النووية قد انتهت، كان الهدف هو خداع إيران؛ تمامًا كما فعلوا في المفاوضات".

وأضاف: "الآن علينا أن نرى إن كانوا قد انتصروا حقًا أم لا. من جوانب متعددة، يمكننا دراسة إنجازات إسرائيل وتكاليفها. وفقًا لتقرير وزارة المالية الإسرائيلية، كلفت الحرب حوالي 20 مليار دولار في هذه الأيام الـ 12. استُهلكت كمية إنتاج عامين من صواريخ ثاد الأميركية باهظة الثمن في هذه الأيام الـ 12. أي أنهم أطلقوا إنتاج عامين في السماء في 12 يومًا."

وتطرق رضائي بالإشارة إلى الإنجازات العسكرية الإيرانية، قائلاً: "أسقطنا حوالي 80 طائرة مسيرة، منها حطام 32 طائرة مسيّرة في أيدينا الآن. بما في ذلك طائرات هيرمس وهرمون المتطورة جدا، وقد سجلت راداراتنا 80 إصابة. كما أن الخسائر البشرية وتدمير المراكز الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية مرتفعان للغاية. ويبقى أن نرى ما حققوه مقابل هذه التكاليف الباهظة."

وأوضح رضائي ان هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الانهيار الأمني لدى الكيان، وهذا يحمل رسالة بالغة الأهمية، وأشار إلى التداعيات الإقليمية لهذه الحرب، وأضاف: "أولاً، أدركت الدول العربية، التي كانت قلقة من هجوم إسرائيلي عليها، مع رد فعل إيران، أن هناك قوة قادرة على زعزعة هذا الجو غير المتوازن. ثانياً، كُسر صمت الدول العربية والعديد من دول المنطقة، حيث أصدروا بيانات داعمة لإيران واحدة تلو الأخرى. كانت إسرائيل تسعى إلى اتفاقيات سلام إبراهيم، لكن الآن أدانت جامعة الدول العربية ودول أخرى إسرائيل. وهذه نتيجة مهمة أخرى لهزيمة إسرائيل في هذه القضية".

وشرح قائد الحرس الثوري خلال فترة الدفاع المقدس، الأهداف الحقيقية للكيان الصهيوني واميركا من الهجوم الأخير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكد أن العدو أعد خطة من سبع مراحل لضرب وجود البلاد. وقال "لقد وضعت إسرائيل، بالتنسيق مع اميركا، خطة بالغة الخطورة، عملت عليها لأكثر من عام، بل وطبقتها في أماكن مثل اليونان والبحر الأبيض المتوسط. كانت هذه خطة من سبع مراحل، هدفها النهائي هو السيطرة الكاملة على غرب آسيا حتى حدود الصين".

وتابع رضائي : "كانت المرحلة الأولى من هذه الخطة هي قطع رأس نظام الجمهورية الإسلامية، أي استهداف القيادة والمجلس الأعلى للأمن القومي وكبار قادة الحرس الثوري. أما المرحلة الثانية فكانت خلق الفوضى وترسيخ عجز النظام بعد قطع رأسه. أما المرحلة الثالثة فكانت دخول الثورة المضادة من المناطق الحدودية مثل كردستان، وكذلك تغلغل منظمة المنافقين داخل طهران. أما الهدف الرابع فكان تقسيم إيران إلى عدة مناطق، والخامس كان قصف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية الإيرانية على غرار ما حدث في سوريا. وفي المرحلة السادسة، كان نزع سلاح المناطق المقسمة وتحويلها إلى مناطق شرطة مزودة بأسلحة خفيفة على جدول الأعمال، وأخيرًا، كانت المرحلة السابعة هي السيطرة على سماء المنطقة وسهولة العبور من البحر الأبيض المتوسط إلى الصين".

واردف رضائي : "لقد حددوا هم أنفسهم بوضوح بعض هذه الأهداف. على سبيل المثال، قالوا: نريد إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية، في حين أن الهدف لم يكن النظام فحسب، بل إيران بأكملها".

وحول مدى نجاح العدو في هذه الخطة، قال: "لم ينجحوا في تحقيق الهدف الأول، وهو ضرب النظام. كما قُصف المجلس الاعلى للأمن القومي في ستة مواقع، لكن لم يُصب أيٌّ من أعضائه بأدنى ضرر، لأن الاجتماعات كانت تُعقد بشكل مُحكم. كما استشهد عدد من قادتنا الأعزاء. في المجمل، يُمكن القول إن حوالي 10% فقط من هدفهم الأول قد تحقق".

وتابع: "في المرحلة الثانية، لم تُخلق أي فوضى في البلاد. في المرحلة الثالثة، لوحظت تحركات في المناطق الحدودية لكردستان، وكانت العناصر المعادية للثورة مُستعدة أيضًا في طهران، لكنها لم تدخل بأي شكل من الأشكال. الآن هناك خلاف بين هذه الجماعات وإسرائيل، لأن إسرائيل تدّعي أنها قامت بواجبها، بينما لم تفعل العنصار المعادية للثورة شيئًا. حتى أنهم يُشيرون إلى هذه العملية على أنها مشروعٌ بثلاثة مُقاولين: المُقاول الأول هو إسرائيل، والمُقاولون اللاحقون هم الجماعات المعادية للثورة التي لم تدخل".

وأضاف رضائي: "لم يحدث تفكك إيران، ولم يُنزع سلاح المناطق المستهدفة، ولم يتحقق الاستيلاء على الأجواء الإيرانية. ما يُصوّرونه على أنه إنشاء ممر هو مجرد ادعاء لا أساس له. إجمالاً، يمكن القول إن هذه الخطة الكبرى لم تُحقق سوى نجاح بنسبة 30% تقريبًا، وذلك على المستويات الفرعية وليس على المستويات الكلية".

وفي إشارة إلى التبعات الإقليمية لانتصار إيران، قال القائد الاسبق للحرس الثوري: "أدركت الكثير من الدول المجاورة أن إيران جديرة بالثقة، وخلصت إلى ضرورة التعاون معها. لذلك، لو وضعنا انتصارات إيران وهزائم إسرائيل على الطاولة نفسها، لوجدنا أن إسرائيل تكبدت الفشل الاجتماعي والسياسي بنسبة 80 بالمائة والفشل العسكري بنسبة 65 بالمائة، بينما خرجت إيران من هذه المعركة محققة إنجازات عظيمة".

ولفت ايضا إلى الاضرار التي لحقت بإيران في هذه الحرب، وقال: "بالطبع، تكبدنا خسائر أيضًا، ولا شك في ذلك. استشهد عدد من خيرة قادتنا، وكان بالطبع حلمهم الشهادة. كما تضررت بعض مراكزنا النووية، لكن هذه الأضرار قابلة للتعويض وليست مستحيلة على الإطلاق".

وتابع : "استُهدف جزء من قدراتنا الصاروخية، لكننا أطلقنا الصواريخ بقوة حتى اللحظة الأخيرة، وفي الأيام الأخيرة، كانت كثافة إطلاقنا أكبر من ذي قبل. وهذا يدل على قوة إيران وإرادتها".

واكد اللواء رضائي، ضرورة مواصلة مسيرة النصر للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: "لقد حققنا نصرنا الأول، ولكن يجب علينا إكمال هذا النصر. سيكتمل نصرنا عندما يتراجعون بعد هذه الحرب التي استمرت 12 يومًا".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل