الثبات ـ فلسطين
استشهد اللاعب الفلسطيني "مهند فضل اللّي"، قائد نادي خدمات المغازي وعضو منتخب فلسطين لكرة القدم، يوم أمس، متأثرا بجراحه التي أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلته في وسط قطاع غزة، ليُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من الرياضيين الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
وأعلن نادي خدمات المغازي نبأ استشهاد لاعبه عبر منشور رسمي على صفحته في "فيسبوك"، قدّم فيه التعازي لعائلته ومحبيه وزملائه في الفريق، داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته.
وأفاد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن طائرة إسرائيلية مسيّرة استهدفت غرفة مهند في الطابق الثالث من منزل عائلته يوم الإثنين، ما أدى إلى إصابته بنزيف حاد في الجمجمة، فارق الحياة على إثره بعد أيام.
وأوضح الاتحاد أن اللّي كان يحاول مغادرة غزة للالتحاق بزوجته المقيمة في النرويج لأسباب تتعلق بعملها، لكنه لم يتمكن من مغادرة القطاع، وحُرم من رؤية طفله البكر الذي وُلد خارج غزة.
ويُعد مهند اللي، وفقا للاتحاد الفلسطيني، الضحية رقم 265 من لاعبي كرة القدم الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن عدد الرياضيين الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم خلال الحرب قد بلغ 585 شهيدا، بينهم 439 من لاعبي كرة القدم، بحسب الصحافية الرياضية ليلى حمد، نقلا عن منصة "كومن دريمز".
وتأتي هذه الخسارة في وقت تشير فيه الإحصاءات الرسمية في غزة إلى أن الحرب الإسرائيلية خلفت أكثر من 206,000 ما بين شهيد وجريح ومفقود، إضافة إلى تهجير نحو مليوني فلسطيني وتجويعهم وحرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية.
ورغم حجم الكارثة الإنسانية والرياضية، لاحظت تقارير إعلامية غيابا شبه تام للتغطية الدولية، حيث قارنت صحيفة "فلسطين كرونيكل" بين التغطية الواسعة لوفاة نجم ليفربول ديوغو غوتا وشقيقه في حادث سير بإسبانيا، وبين تجاهل الإعلام الرياضي العالمي لاستشهاد مهند اللي، وكتبت: "وفاة غوتا كانت مأساة هزت قلوب الملايين، أما وفاة مهند فقد قوبلت بصمت قاتل من الإعلام الرياضي الدولي".
وفي سياق متصل، دعا خبراء قانون دولي، من بينهم مقرران خاصان في الأمم المتحدة، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى اتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، على خلفية تنظيم مباريات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في انتهاك صريح لأنظمة الفيفا.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في يوليو/تموز 2024 حكما اعتبرت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة، يشكل نظام فصل عنصري غير قانوني يجب إنهاؤه على الفور.
يُذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد استخدمت منشآت رياضية، من بينها ملعب اليرموك، كمراكز احتجاز مؤقتة للفلسطينيين من مختلف الأعمار، حيث أفاد العديد منهم بتعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة خلال فترات احتجازهم.