الثبات ـ دولي
التقى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، صباح الأربعاء، بنظيره الكولومبي، غوستافو بيترو، في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين، في زيارة رسمية تهدف لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، تزامناً مع مشاركة كولومبيا في الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى الصين – أميركا اللاتينية.
وشهد اللقاء توقيع اتفاق تعاون ثنائي، يُعزز انضمام كولومبيا رسمياً إلى مبادرة الحزام والطريق.
شراكة استراتيجية بمناسبة الذكرى 45 للعلاقات الدبلوماسية
وقال شي جين بينغ إنّ "العام الجاري يُصادف الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكولومبيا"، مؤكداً أنّ "الصين تنظر إلى علاقاتها مع كولومبيا من منظور استراتيجي طويل الأمد".
وأضاف الرئيس الصيني أنّ بلاده مستعدة لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع الاتصالات الاستراتيجية لضمان استقرار الشراكة بين الطرفين.
كولومبيا تنضم رسمياً إلى مبادرة الحزام والطريق
وفي خطوةٍ رمزية مهمة، وقّع الجانبان على خطة التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق، ما يُعد تتويجاً لمسار متزايد من التقارب الاقتصادي بين البلدين.
وأكّد شي استعداد الصين لاستيراد المزيد من المنتجات الكولومبية عالية الجودة، وتشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في كولومبيا، خصوصاً في مجالات البنية التحتية، الطاقة المتجددة، والاقتصاد الرقمي.
التعاون في الذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء
وأشار الرئيس الصيني إلى إمكانيات كبيرة في التعاون الثنائي في مجالات مركبات الطاقة الجديدة، الذكاء الاصطناعي، وطاقة الرياح، منوّهاً إلى أهمية التوجّه المشترك نحو التحول الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية.
ودعا شي إلى تنظيم فعاليات ثقافية بمناسبة الذكرى 45، وتعزيز التبادلات التعليمية والشعبية، بما يُرسّخ دعم الرأي العام للعلاقات الثنائية.
الصين وأميركا اللاتينية: مستقبل مشترك
واعتبر شي أنّ التعاون الصيني – اللاتيني جزء أساسي من تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، ويمثل اتجاهاً استراتيجياً يعكس مصلحة الشعوب النامية.
وأكّد أنّ نجاح الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى الصين وأميركا اللاتينية يُرسل إشارة إيجابية للعالم، بخصوص العمل المشترك لتحقيق التنمية والإنعاش العالمي، مشيداً بدور كولومبيا كدولة رئيسة لدورة CELAC الحالية.
بيترو: نريد تعميق العلاقات ومواجهة السياسات الربحية
من جهته، قال الرئيس غوستافو بيترو إنّ "كولومبيا تتطلع إلى تعميق علاقاتها مع الصين"، داعياً إلى تعزيز الدعم المتبادل وتوسيع مجالات التعاون، خصوصاً في التجارة، البنية التحتية، الطاقة الجديدة، والذكاء الاصطناعي.
وفي إشارة إلى التحديات الدولية، شدد بيترو على أنّ "الوضع الدولي الحالي معقّد ومتغيّر"، منتقداً "سياسات بعض الدول الساعية فقط للربح"، ومؤكداً أنّ "كولومبيا مستعدة للعمل مع الصين لحماية العدالة الدولية والدفاع عن مصالح الدول النامية".