انتصر التكفيريون.. وانهزمت المعارضة والنظام! _ د. نسيب حطيط

الثلاثاء 11 آذار , 2025 01:59 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات
انتهت الثورة السورية بهزيمة الطرفين المتصارعين؛ النظام الحاكم والمعارضة السورية، وانتصرت الجماعات التكفيرية التي حصدت تضحيات ودماء السوريين؛ جيشاً وشعباً ومعارضة.
سقط النظام بلا قتال في عملية غامضة غير مفهومة، واستولى على الحكم أمير جبهة النصرة ابو محمد الجولاني بدعم أمريكي - تركي - غربي - عربي قلّ نظيره، حيث تم احتضانه ودعمه والاعتراف بنظامه ، ليدخل من باب الرؤساء والملوك في القمة العربية.
بدأ النظام الجديد ،تشكيل هيئاته العسكرية والحكومية والإدارية والتربوية وغيرها وحصرها بالموالين والأنصار له من التكفيريين والجماعات الإسلامية المتطرفة، بما فيهم التكفيريين الآسيويين او المتعدّدي الجنسيات وتم تعيين ضباط من الأوزبك والطاجيك والأردنيين والمصريين وغيرهم في القيادة العسكرية وغيرها وتم استبعاد الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري  ولم يعط "الجيش السوري الحر" أي مركز ولم تعترف به السلطة الجديدة ولم يستفد ضباط الجيش الحر وجنوده، إلا بضعة دولارات عند انشقاقهم وتشريداً وهجرة وقتلاً ثم رميهم خارج السلطة. 
 ونسأل ...
أين المجلس الانتقالي للمعارضة السورية وشخصياته في السلطة الجديدة؟
أين اللجنة الدستورية التي تشرف عليها الأمم المتحدة للتقريب بين النظام والمعارضة؟
أين أعضاء وفود المعارضات السورية التي فاوضت النظام بإشراف دولي وأممي في (مدريد وجنيف وباريس وموسكو وبقية العواصم)؟ 
أين الشخصيات الثقافية والسياسية والإعلامية التي قاتلت النظام وعارضته ولم تعترف بها السلطة الجديدة؟ 
سقط النظام والمعارضة السورية معاً وخسرا السلطة لأنهما رفضا التنازلات المتبادلة وتشارك السلطة فخسرا معاً وصارا في دائرة النفي السياسي والسكني، وربحت جبهة النصرة والتكفيريون واحتكروا السلطة، والخاسر الأول هو الشعب السوري . 
لكن الأكثر غرابة في الثورة السورية، أنها خلافاً لكل الثورات التي تحاكم النظام وقادته وممثليه في الحكومة والبرلمان والأجهزة الأمنية او مسؤولي "الحزب الحاكم" لكن في سوريا يتم محاكمة "طائفة الرئيس" بمن فيهم المعارضون "العلويون" للنظام، الذين قتلتهم السلطة الجديدة مع عائلاتهم لأنهم من "طائفة الرئيس" بدل محاكمة "حزب الرئيس"!
لابد لشعوب الدول المجاورة لسوريا (لبنان والعراق والأردن) أن تستفيد من التجربة السورية والصراع الدموي بين المعارضة والنظام، حتى لا يصيبها ما أصاب المعارضة السورية التي قاتلت ، ليحصد التكفيريون نتائج ثورتها.
لابد لبعض اللبنانيين أن يراجعوا خطاباتهم التحريضية ومواقفهم السياسية، بهدف إسقاط المقاومة ومعاقبة طائفتها والاقتصاص منها رغبة باستلام السلطة ، بدعم خارجي (أميركي - "إسرائيلي")؛ كما حصل في اجتياح 1982 واذا بقيت بعض الأحزاب المسيحية ،المدعومة من كنيستها على مواقفها ،فإنها ستشعل الصراع الأهلي بين الطوائف اللبنانية، مما يجعل  لبنان، طبقاً جاهزاً على مائدة الجماعات التكفيرية  المستنفرة على الحدود  مع وديعتها "المليونية" من النازحين السوريين (غير العمال) ويكون مصير المسلمين والمسيحيين اللبنانيين ،مماثلاً،   لمصير  "العلوييين" في سوريا.
إن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي اعلنه "نتنياهو" والذي اعلنته سابقاً "غونداليزا رايس" وزيرة الخارجية الأميركية في حرب 2006 يهدف ضمن بنوده ،لتهجير المسيحيين المشرقيين نهائياً للقضاء على المسيحية المشرقية الأصيلة والتخلّص من المسلمين الشيعة الذين  تجرأوا على مقاومة "اسرائيل" وهزيمتها ولن يعترفوا بها ولا زالوا جمرة المقاومة المسلحة في المنطقة، بالتلازم مع حصار وإخماد صوت "السنّة" المعتدلين في لبنان والذين عاقبتهم أميركا ، بعزل تيار "المستقبل" ورئيسه من العمل السياسي، تحضيراً لملء الفراغ في الساحة السنيّة من التكفيريين المقيمين والتكفيريين القادمين من سوريا.
لا تزال الفرصة ممكنة، لجمع الشتات السياسي اللبناني وإنقاذ لبنان ومن يعتقد انه يستطيع إقصاء طائفة لبنانية ، لينجو بنفسه فهو واهم وغبي وأحمق وإذا بقي حيّاً سيقتله التكفيريون...وستتركه إسرائيل، كما تركته في الجبل وعلى بوابة فاطمة ...أو كما قال عنهم رئيس مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" السابق الجنرال "غيورا آيلند" (تبين في لبنان ،أن "الأشرار" هم الفلسطينيون في المخيمات وأن "الأخيار"، الكتائب، فاشيون وعنصريون، تنظيم جبان وخائن).


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل