الثبات ـ لبنان
منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في الثامن من كانون الأول الماضي، شهدت قرى حوض العاصي السورية التي يقطنها لبنانيون وسوريون (زيتا وحاويك والسماقيات الشرقية والغربية والصفصافة وربلة والحيدرية والغسانية والحمام وسقرجة والسكمانية والنهرية والعقربية والفاضلية والديابية) جولات من المناوشات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وإطلاق النار بين مسلحي «هيئة تحرير الشام» وعدد من أبناء عشائر المنطقة من آل زعيتر وجعفر ونون والجمل، بالتزامن مع تهجير عشرات الآلاف من أبناء هذه المناطق إلى قرى البقاع الشمالي.
وقبل 10 أيام تقريباً، عُقد لقاء بين ممثلين عن العشائر والعائلات وممثّل عن «الإدارة السورية الجديدة»، وتم الاتفاق على «ضبط النفس بين الطرفين وتشكيل لجنة مشتركة للتنسيق»، بحسب ما أكّد أحد المشاركين في اللقاء لـ«الأخبار»، مؤكداً أن الأمور كانت تسير بشكل «أكثر من طبيعي قبل أن نفاجأ صباح اليوم (أمس) بقصف صاروخي عنيف من بلدتي هيت والعقربية لبلدة حاويك، ما دفعنا إلى الرد، ودارت «اشتباكات عنيفة» بين أبناء بلدة حاويك وجرماش وبلوزة، أدّت إلى مقتل أحد مسلحي «هيئة تحرير الشام»، وإلحاق أضرار كبيرة بالمنازل والممتلكات. كما أدّى القصف إلى إصابة جندي لبناني بعد سقوط قذيفة هاون قرب مركز للجيش عند أطراف بلدة القصر على الحدود اللبنانية - السورية.
وأرسلت «الهيئة» تعزيزات عسكرية إلى أطراف بلدة حاويك وتمكّن مسلحوها من دخولها وخطفوا نحو 18 شخصاً ممن تبقوا فيها بعد سقوط النظام السوري، بينهم مختار البلدة غسان نون والدكتور أحمد زعيتر، إضافة إلى نساء وأطفال، رداً على أسر مسلحي العشائر اثنين من عناصر الهيئة مع آلية عسكرية.
وبحسب معلومات حصلت عليها «الأخبار»، دخلت عشيرة الملحم السورية وساطة بين الطرفين من أجل التهدئة. ونجحت الاتصالات التي أدارها الجيش اللبناني ليلاً في إجراء تبادل للمخطوفين بين الطرفين في وقت متأخر ليلاً. وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أن «هيئة تحرير الشام» أطلقت المخطوفَين و16 امرأة وطفلاً للصليب الأحمر اللبناني وتسلّمت جريحين وجثة أحد مسلحيها في معبر جوسي.
وبالتزامن مع الاشتباكات، عزّز الجيش اللبناني انتشاره على طول الحدود مع استنفار عناصره خشية تمدّد الاشتباكات إلى الداخل اللبناني.