الأمل يتحول إلى ندم بين السوريين العائدين من تركيا

الأربعاء 05 شباط , 2025 01:43 توقيت بيروت عــربـي

الثبات ـ عربي

نشرت وكالة "رويترز" للأنباء تقريراً تناول وضع اللاجئين السوريين الذي قرّروا العودة إلى وطنهم، من تركيا، بعد سقوط النظام السابق، وتظهر ندمهم على الخطوة بعد صدمتهم من الظروف المعيشية القاسية والوضع الاقتصادي الصعب.

وتنقل الوكالة تجربة بعض هؤلاء، حيث "تحوّلت سعادة أحمد الشيخ بالعودة إلى وطنه سوريا من تركيا المجاورة بعد سقوط النظام السابق إلى خيبة أمل مريرة بسبب الظروف المعيشية القاسية في البلاد بعد نحو 13 عاماً من الحرب.

ويُعدّ الشيخ واحداً من 35 ألف سوري غادروا تركيا إلى سوريا مليئين بالأمل خلال الأسابيع الـ3 الأولى بعد الإطاحة بالأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث تخلّوا عن حقّ العودة إلى تركيا بعد التوقيع على وثيقة العودة الطوعيّة.

وكان الشيخ من بين المتحمّسين لمن استلموا الإدارة الجديدة لسوريا، حيث كان يحلم بإعادة بناء منزله الذي تعرّض للقصف في حلب، والآن يشعر بالانزعاج إزاء الظروف المعيشية السيئة نسبياً، وندرة فرص العمل والتعليم.

ووفق "رويترز" فإنّ الشيخ يفكّر في العودة إلى تركيا لأنّ حياته المعيشية كانت مستقرة نسبياً، وكذلك حياة أطفاله التعليمية، لكن لا يمكن للشيخ أن يعود إلى تركيا كونه وقعّ على وثيقة العودة الطوعية إلى سوريا.

وقال مدير الرعاية الاجتماعية في جمعية اللاجئين في تركيا، قدري جونجورور إنّ "معظم اللاجئين كانوا متحمسين في البداية للعودة بعد سقوط نظام الأسد، لكن هذا الحماس تلاشى مع الوقت"، مستشهداً بشكاوى مثل نقص التعليم والخدمات الصحية.

 وأضاف جونجورور أنّ "بعض العائلات تشعر بالندم وترغب في العودة، وذلك عندما يقارنون بين الظروف المعيشية في تركيا وسوريا".

خطّة لتمكين المهاجرين من التخطيط لعودتهم إلى أوطانهم

وأشارت الوكالة إلى أنّه ونتيجة للتجارب السلبية، أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا في نهاية عام 2024 عن خطة تهدف إلى تمكين المهاجرين من التخطيط بشكلٍ أفضل لعودتهم إلى أوطانهم.

ويسمح البرنامج لأرباب الأسر السورية المهاجرة بزيارة سوريا 3 مرات بين كانون الثاني/يناير، وحزيران /يونيو هذا العام، بحسب وثيقة لوزارة الداخلية.

وقال يرليكايا إنّه بين سقوط الأسد وأواخر كانون الثاني/يناير، دخل 81576 سورياً إلى سوريا، ما يُشير إلى انخفاض طفيف في معدّل العودة اليومية من كانون الأول/ديسمبر إلى نحو 1600 شخص يومياً. ولم يتضح عدد العائدين في كانون الثاني/يناير الذين وقّعوا وثيقة العودة الطوعيّة.

وأوضحت الوكالة أنّ "بعض السوريين أكثر ميلاً إلى الانتظار ورؤية ما سيحدث".

من ناحيته، قال  المواطن السوري جعفر الذي جاء إلى تركيا قبل 12 عاماً، إنه لن يفكّر في العودة مع زوجته وأطفاله الثلاثة حتى تتحسّن الظروف في سوريا.

وأردف: "أطفالي متأقلمون حالياً بشكلٍ جيد في تركيا، وهو ما يجعل بقاءهم هنا أكثر احتمالاً لأنّهم تكيّفوا مع الحياة واللغة والتعليم في تركيا".

وتابع أنّ "السوريين ربما سيعودون في المستقبل لكنّ الافتقار إلى الضروريات الأساسية يمنعهم من ذلك".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل