الرئيس الكونغولي يحذر من تصعيد إقليمي بسبب تقدم المتمردين وسيطرتهم على بلدتين جديدتين

الخميس 30 كانون الثاني , 2025 10:14 توقيت بيروت دولــي

الثبات ـ دولي

أحرزت حركة "أم 23" المسلحة المدعومة من الجيش الرواندي تقدّماً جديداً في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفق ما أفادت مصادر محلية، وسيطرت على بلدتين في إقليم جنوب كيفو بعد سيطرتها على معظم مدينة غوما وسط معارك عنيفة مع الجيش الكونغولي.

فيما ندّد رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي بـ"تقاعس" المجتمع الدولي حيال سيطرة المقاتلين المدعومين من رواندا على مناطق في بلاده، محذراً من خطر "تصعيد إقليمي".

وقال في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي: "صمتكم وتقاعسكم (...) إهانة" لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأضاف أن جيشه ينفّذ "ردّاً قوياً ومنسّقاً ضدّ هؤلاء الإرهابيين".

ولم يصدر الجيش الكونغولي حتى الآن أيّ بيان بشأن التقدّم الجديد الذي أحرزته حركة "أم 23" في مقاطعة كيفو الجنوبية، وأفادت به وكالة "فرانس برس" نقلاً عن مصادر محلية، فيما قال زعيم محلي وسكان إن المقاتلين لم يواجهوا أيّ مقاومة أمس الأربعاء خلال استيلائهم على منطقتي كينيزير وموكويدجا في إقليم جنوب كيفو.

بالتوازي، عاد الهدوء إلى غوما بعد معارك ضارية أسفرت عن سيطرة جماعة "أم 23" المسلحة وقوات رواندية على المدينة، وعلى المطار ومواقع مهمة فيها، بعدما دخلوا إليها يوم الأحد.

تحذيرات من نقص الغذاء والمساعدات

وأدى القتال العنيف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة المضطربة. وقد أجبر نصف مليون شخص على النزوح من منازلهم منذ بداية العام، وفقاً للأمم المتحدة.

وقالت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى إنّ "الجثث تناثرت في شوارع غوما، والمستشفيات غصّت بالمصابين بالأعيرة النارية والشظايا"، بعد توجّه المتمرّدين إليها.

وحذّرت منظّمات إنسانية من نقص الغذاء والمياه في محيط غوما، فضلاً عن نهب المساعدات.

وفي شمال كيفو، قالت منسّقة الطوارئ في منظّمة "أطباء بلا حدود" فرجيني نابوليتانو في بيان: "في مستشفى كييشيرو، اخترقت رصاصة سقف غرفة العمليات أثناء إجراء عملية جراحية".

ممثّل رواندا: تقدّم حركة "أم 23" سيتواصل

ودعت جمهورية الكونغو الديمقراطية العالم إلى وقف تقدّم "أم 23" في شرق البلاد الغني بالمعادن، والذي مزّقته عقود من الصراع تعود جذوره جزئياً إلى الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

واتهمت الكونغو الديمقراطية رواندا بشنّ الهجوم للاستفادة من المعادن الوفيرة في المنطقة، وهو ما يدعمه خبراء الأمم المتحدة الذين يقولون إن كيغالي لديها آلاف الجنود في الكونغو الديمقراطية، وإنها "تسيطر فعلياً" على حركة "أم 23".

من جهتها، نفت رواندا الاتهامات، وادّعت أنّ هدفها هو مواجهة مجموعة مسلحة تطلق على نفسها "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، أسستها شخصيات من الهوتو قادت إبادة العام 1994 في رواندا، وارتكبت مجازر بحق التوتسي.

وقال ممثّل رواندا في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية فانسان كاريغا لوكالة "فرانس برس" إن تقدّم حركة "أم 23" سيتواصل إلى إقليم جنوب كيفو المجاور.

وأضاف كاريغا أنّ من المحتمل أن يتمكّن المقاتلون من التقدّم إلى ما هو أبعد من شرق البلاد.

وقال الجيش الرواندي، يوم الأحد، إن "أكثر من 280 مرتزقاً من رومانيا يقاتلون إلى جانب القوات الكونغولية استسلموا لحركة "أم 23" في مدينة غيسيني الرواندية الحدودية.

وقال أحد الرومانيين لوكالة "فرانس برس"، مكتفياً بذكر اسمه الأول إميل: "لم نكن في ساحة معركة، بل كنا هنا للتدريب والمساعدة في مجال المدفعية".

دعوات لتسوية النزاع والمحادثات بين رواندا والكونغو

ومع تفاقم الأزمة، دعت أنغولا، الوسيط في محادثات السلام التي انهارت في كانون الأول/ديسمبر، إلى عقد اجتماع عاجل بين الزعيمين الكونغولي والرواندي في العاصمة لواندا.

وكان الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي قد وصل إلى أنغولا الأربعاء للتباحث حول الخطوات التالية، وفق بيان صادر عن الرئاسة الأنغولية، ولكنه رفض إجراء محادثات مع نظيره الرواندي بول كاغامي.

وفي قمة عبر الفيديو لمجموعة شرق أفريقيا، دعا رؤساء دول المنظمة الإقليمية في بيان إلى "تسوية سلمية للنزاعات".

وحضّت المنظمة حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية "على التعامل بشكل مباشر مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك حركة "أم 23" وغيرها من الجماعات المسلحة".

وحضّت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي رواندا على سحب قواتها من المنطقة.

وحذّرت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية من أنّ القتال يهدّد بإعادة إشعال النزاعات العرقية التي يعود تاريخها إلى الإبادة الجماعية، قائلة إنها وثّقت "حالة واحدة على الأقل من الإعدام خارج نطاق القانون بدوافع عرقية".

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أنّ "صراع حركة أم 23 في شرق الكونغو يهدّد بالتحوّل إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً"، معرباً عن إدانته لـ"استيلاء المتمرّدين على مدينة ساكي الاستراتيجية الأخرى".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل