الثبات ـ لبنان
دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، وزيرَ الداخلية بسام مولوي إلى أن «يبرهن عن بطولاته مع العدو وليس مع من قدم التضحيات في سبيل الدفاع عن سيادة لبنان»، مندداً بتصرف السلطة الأمنية في مطار بيروت تجاه القادمين من الجمهورية الإسلامية في إيران التي «وقفت إلى جانب لبنان في مواجهة العدوان الصهيوني، وأبدت الاستعداد لتقديم المساعدات عبر الدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية لإعادة الإعمار والبناء. ولعلها الدولة الوحيدة حتى الآن التي أبدت هذا الاستعداد، فهل التعاطي معها بهذه الطريقة يصبّ في مصلحة لبنان، أم أنه خضوع لمنطق العدو؟». ووضع الحكومة اللبنانية «أمام مسؤولياتها للضغط من أجل تحرير الأرض التي احتلها العدو ووسّع من رقعتها بعد الاتفاق، ولا يمكن أن نستكين إلا بإخراج العدو منها وعودتها كاملة إلى السيادة اللبنانية وعودة أهلها إليها وإعادة إعمارها».
وحذّر الخطيب في خطبة الجمعة أمس السلطة الأمنية من أنّ «التصرف على نحو غير مسؤول ومهين يدفع الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه، وسبق أن نبّهنا من عواقب هذه الازدواجية بالتعاطي مع الشيعة كطائفة مهزومة، وهي لم تُهزم ووقفت أمام العدو في حرب غير مسبوقة وأفشلت أهدافه. فلا يتعاملنّ أحد معنا بهذا المنطق. فيما الدولة التي وقّعت اتفاق وقف النار برعاية أممية، وبالأخص فرنسية - أميركية، عاجزة عن إلزام الرعاة بمنع العدو من الخروقات وتطبيق الاتفاق». ودعا إلى أن «يخرج الجميع من الجدل العقيم والعبثي والمزايدات والأحلام الكاذبة وتسجيل النقاط والتصورات الهمايونية التي تُسقط الجميع ولا يربح فيها أحد، ولتوضع كل الأمور على الطاولة، فليس من محرمات ما دام الهدف هو الوصول إلى تصورات مشتركة تحفظ وحدة الشعب والدولة وتمنع العدو من ابتلاع لبنان وسقوطه فريسة لأطماعه».
من جهته، توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «بالنصيحة إلى من يهمه الأمر بأن يجنّب لبنان خضّة داخلية غير مرغوب فيها، واللعب لمصلحة أي جهة هو محرقة للبنان، والمطار سيادة وطنية وليس ملحقاً بالسفارة الأميركية، والدولة مطالبة بإعادة الإعمار والمساعدة فيه وليس بمنعه ووضع العراقيل في طريقه، والتهرّبُ من هذه المسؤولية خيانة، ولعبة ملكٍ أكثر من الملك تضع لبنان في المجهول». ولفت في خطبة الجمعة إلى أن «هناك من يضغط لمنع الإعمار ويريد خنق الطائفة الشيعية، وتركها فوق الركام، وهذا لن يحصل حتى لو اجتمع العالم كلّه. لن نقبل أن نكون ضحية وطنية أو فريسة لأحد، وحذارِ من اللعب بالنار، والعراضات السخيفة مكشوفة، ومزيد من الضغط سيضع لبنان في قلب الانفجار». وشدّد على «أننا لن نقبل بأي ابتزاز سياسي أو أمني أو إعماري أو غير ذلك. البلد بلدنا والشراكة الوطنية أكبر مقدساتنا، والجنوب ميزان سيادة لبنان، ولن نقبل بانتهاك السيادة الوطنية. والمقاومة ما زالت قوية وهي بالمرصاد».